مشروع إيطالي بكسلا
متابعات _ النورس نيوز _ في خطوة لافتة تعكس التزام المجتمع الدولي بدعم القطاع الصحي في السودان، شهدت مدينة كسلا، صباح اليوم الخميس، حدثًا طبيًا كبيرًا بوضع حجر الأساس لوحدة الجراحة الجديدة ضمن مشروع “القلعة الطبية”، والذي يجري تنفيذه بدعم سخي من الحكومة الإيطالية عبر الوكالة الإيطالية للتعاون الدولي، وبإشراف مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع (UNOPS).
وقام ممثل والي ولاية كسلا، وزير الصحة المكلف د. علي آدم، بوضع حجر الأساس، وسط حضور نوعي ضم المدير القطري لـ UNOPS في السودان منير جعفر، وعدد من القيادات التنفيذية، ومديري إدارات وزارة الصحة، وممثلي منظمات دولية عاملة في المجال الإنساني والصحي.
وأكد ممثل والي كسلا أن المشروع يشكل تحولًا مهمًا في مسيرة الخدمات العلاجية بالولاية، مشيرًا إلى أن وحدة الجراحة ستفتح آفاقًا جديدة للحصول على خدمات جراحية متقدمة، وتعد خطوة استراتيجية لتحسين جودة الرعاية الصحية، خاصة في ظل التحديات التي تمر بها البلاد.
ووصف منير جعفر، المدير القطري لـ UNOPS، الحدث بالتاريخي، مؤكدًا أن المشروع يُعد أول مجمع جراحي متكامل في ولاية كسلا. وقال إن هذه الخطوة تمثل التزامًا واضحًا من الشركاء الدوليين لتعزيز النظم الصحية في السودان، وتوفير خدمات جراحية عالية الجودة لمواطني شرق البلاد.
وأشار جعفر إلى أن المكتب شرع بالفعل في تأمين تمويل إضافي لإنشاء مركز متكامل لغسيل الكلى ضمن مكونات مشروع القلعة الطبية، معربًا عن ثقته في نجاح المشروع بفضل الشراكة القوية مع حكومة الولاية ووزارة الصحة.
وفي ذات السياق، أوضحت ندى بشير، مديرة مكتب UNOPS بولاية كسلا، أن تنفيذ المشروع سيتم على مرحلتين، حيث تشمل المرحلة الأولى إنشاء ثلاث غرف عمليات مجهزة بكافة الخدمات الطبية المساندة، إلى جانب وحدتين متكاملتين للعنابر، مع توقّع الانتهاء منها في أبريل المقبل، فيما تبدأ المرحلة الثانية في يوليو من العام القادم، بتكلفة إجمالية تصل إلى 4.5 مليون دولار أمريكي.
ويُنظر إلى مشروع “القلعة الطبية” على أنه نواة لنقلة نوعية في القطاع الصحي بولاية كسلا، خاصة مع غياب الخدمات الجراحية المتقدمة في عدد من مستشفيات الولاية، ما سيقلل من حاجة المواطنين للسفر إلى الخرطوم أو بورتسودان لتلقي العلاج.
ويأتي هذا المشروع في ظل سياق سياسي واقتصادي صعب تعيشه البلاد، مما يضاعف أهمية هذه المبادرات الدولية، التي تؤكد على استمرار التضامن العالمي مع الشعب السوداني في مجالات الصحة والتنمية الإنسانية.
