
زين السودان تكشف عن عطل مفاجئ يتسبب في خروج ولايات عن الخدمة
في تطور مفاجئ أثار قلق المستخدمين في عدد من ولايات البلاد، أعلنت شركة “زين السودان” عن تعرّض كابل الألياف الضوئية الرابط بين مدينتي كوستي وسنار إلى عطل طارئ، أدى إلى انقطاع الخدمة عن مناطق واسعة في ولايتَي النيل الأبيض والنيل الأزرق، وذلك ابتداءً من الساعة 3:45 مساءً يوم الثلاثاء الموافق 2 يوليو 2025م، في حادثة وُصفت بأنها واحدة من أبرز الأعطال التقنية التي شهدها قطاع الاتصالات خلال الفترة الأخيرة.
ووفقًا لما أفادت به الشركة في بيان رسمي، فإن فرقها الفنية باشرت العمل فور وقوع العطل، حيث تمكّنت خلال ساعات من إعادة الخدمة إلى عدد كبير من المواقع المتأثرة. كما أكدت زين أن فرق الطوارئ التابعة لها لا تزال تبذل جهودًا مكثفة لاستعادة الخدمة في بقية المناطق المتضررة بأسرع ما يمكن، في ظل تحديات فنية ولوجستية تفرضها طبيعة البنية التحتية للاتصالات في بعض المواقع الطرفية.
وقدّمت الشركة اعتذارها العلني لمشتركيها، مشيرةً إلى أن هذا الخلل الفني كان خارج نطاق إرادتها، وأنها تثمّن صبر المشتركين وتفهمهم لهذه الظروف، مؤكدةً التزامها الكامل بضمان استقرار الخدمة وتحسين جودتها مستقبلًا، عبر اعتماد خطط احترازية وتوسعة شبكية تشمل تعزيز البنية التحتية للكابلات، وزيادة كفاءة الربط بين المحاور الرئيسية للاتصال.
يُذكر أن السودان يشهد بين الحين والآخر أعطالًا في شبكات الاتصالات نتيجة الضغط المتزايد على البنية التحتية، وتأثرها بالأوضاع الأمنية في بعض المناطق. وتأتي هذه الحادثة في وقت تسعى فيه شركات الاتصال، وعلى رأسها “زين السودان”، إلى التوسع وتقديم خدمات رقمية أكثر تطورًا، رغم التحديات الاقتصادية والتقنية التي تواجه القطاع.
المستخدمون بدورهم عبّروا على منصات التواصل الاجتماعي عن انزعاجهم من الانقطاع المفاجئ، خاصةً في المناطق التي تعتمد بشكل كبير على الاتصال الرقمي في تسيير أعمالها اليومية، لاسيما في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد. وتناقل نشطاء على فيسبوك وتويتر دعوات تطالب الجهات المنظمة بضرورة إلزام شركات الاتصالات بخطط طوارئ شاملة، تضمن الحد من تأثير مثل هذه الانقطاعات على حياة المواطنين.
من جانب آخر، فتح هذا العطل باب النقاش مجددًا حول أهمية الاستثمارات في البنية التحتية الرقمية في السودان، وضرورة إشراك القطاع الخاص في صياغة رؤية واضحة تضمن التحول نحو اقتصاد رقمي مرن، يستطيع مواكبة التحديات الطارئة وضمان استمرارية الخدمات.
ومع انتظار عودة الخدمة بشكل كامل في المناطق المتأثرة، تبقى الأنظار موجهة إلى “زين السودان” لتقديم المزيد من التوضيحات حول ما حدث، والمدة الزمنية المتوقعة لإعادة الاتصالات إلى وضعها الطبيعي. كما يترقب المواطنون خطوات ملموسة تضمن عدم تكرار مثل هذا العطل، خصوصًا في ظل الاعتماد المتزايد على الاتصالات في التعليم، التحويلات المالية، والخدمات الحكومية الإلكترونية.