أخبار

آخرها مجزرة الصالحة.. جرائم المليشيا.. من أمن العقاب أساء الأدب

آخرها مجزرة الصالحة

..
جرائم المليشيا.. من أمن العقاب أساء الأدب

 

 

 

الخرطوم :النورس نيوز

 

 

تداول خبراء قانونيين ومنظمات حقوقية ونشطاء مقطع فيديو يوثق لعملية تصفية العشرات من المدنيين بمنطقة الصالحة جنوب غرب امدرمان وقتلهم بدم بارد في وضح النهار على يد أفراد ينتسبون لقوات الدعم السريع.
وبحسب مقطع الفيديو فأنه قد تم إطلاق الرصاص على المواطنين بعد أن تم تجميعهم بطريقة مشينة تدل على الحط من قدرهم وكرامتهم، غير أن الحادثة لم تمر مرور الكرام حتى سارعت قوى سياسية ومنظمات حقوقية بإطلاق بيانات الشجب والإدانة.
والجدير بالذكر أن منطقة صالحة هي آخر معاقل مليشيا الدعم السريع بعد تم إخراجهم من مناطق كثيرة من الخرطوم بعد معارك ساخنة حققت فيها القوات المسلحة أنتصارات ساحقة.

 

 

 

أسف كاذب
ولم تمضي سوى بضع ساعات حتي نفت قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن المجزرة التي وقعت في منطقة الصالحة بمدينة أم درمان، وقالت في بيان للناطق الرسمي، الفاتح قرشي، اطلع عليه (النورس نيوز) إنها تابعت “بأسف بالغ  تداول مقاطع مصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر جثامين متكدسة بطريقة مهينة تمتهن الكرامة الإنسانية. مؤكدة أن العناصر التي ظهرت في هذه المقاطع لا تتبع لها “بأي وجه من الوجوه”.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لعمليات إعدام جماعية لأشخاص بملابس مدنية على أيدي عناصر يقولون إنهم يتبعون لقوات الدعم السريع أسفرت المجزرة عن مقتل أكثر من 30 من المدنيين وفقًا لما أعلنت شبكة أطباء السودان، ولجان المقاومة بالصالحة في أم درمان.

 

 

 

د

مجزرة موثقة

فيما أفادت شبكة أطباء السودان بأن “قوات الدعم السريع نفذت مجزرة في مدينة الصالحة في أم درمان وقتلت 31 شخصا بينهم أطفال قصر”، وذكرت الشبكة أن “قوى من الدعم السريع ارتكبت مجزرة جماعية بتنفيذها عملية تصفية ميدانية لعدد 31 شخصا من أبناء منطقة صالحة بينهم أطفال قصر في أكبر جريمة قتل جماعي موثقة تشهدها منطقة صالحة بتهمة الانتماء للجيش”.

 

 

 

 

وأعربت شبكة أطباء السودان عن أسفها لعمليات القتل الجماعي ضد المدنيين العزل بمناطق سيطرة الدعم السريع مما يهدد الآلاف من المدنيين العزل بمنطقة “الصالحة” جنوب أم درمان، وتعتبر الشبكة “ما تم تنفيذه من تصفية جماعية جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإنقاذ ما تبقى من المدنيين وفتح مسارات آمنة تضمن خروجهم من منطقة صالحة والتي تضم الآلاف من المدنيين العزل كما تطالب المجتمع الدولي بالضغط على قادة الدعم السريع لوقف الجرائم والانتهاكات ضد المدنيين تحت سيطرتها وحفظ أرواحهم”.

جرائم متعددة
وليس بعيداً عن ذلك كانت قد ارتكبت قوات الدعم السريع في بدايات الحرب انتهاكات واسعة أبرزها مقتل والي غرب دارفور خميس عبد الله أبكر والتنكيل بجثمانه عقب تصريحات إعلامية له حول الوضع في غرب دارفور، ووجدت الحادثة وقتها تنديداً واسعاً من منظمات إقليمية ودولية،كما ارتكبت المليشيا تجاوزات قانونية بقتل واعتقال العشرات من المدنيين في مختلف أنحاء الخرطوم، لكن المواطنين المغلوب على أمرهم لم يكن أمامهم سوى الفرار للولايات الآمنة.
وتواصلت سلسلة المجازر أيضاً عندما اقتحمت المليشيا ولاية الجزيرة وقامت بانتهاكات واسعة بقرى الجزيرة ضد المدنيين وحدث ذات الفعل في مناطق وقرى ولايتي سنار والنيل الأبيض،ولطالما أستنكر الكثيرون جرائم المليشيا من قبل المجتمع الدولي الا أنه ظل يكتفي ببيانات عابرة دون أي نتائج على أرض الواقع وسط مناشدات من الجيش ومنظمات حقوقية تطالب بتصنيف جرائمه على أنها إرهابية.

صورة وحشية
وبالنسبة لبعض الخبراء فأن الدعم السريع يظل مليشيا يمثل هولاكو في العصر الحديث وأن بكل المقاييس نجد أن ما قام به  ما وصفوه بالقتله والذين تجردوا من كل ذره إنسانيه يفتقدونها لذلك عاثوا قتلاً وإرهاباً للمواطنين.
وهذا ما مضى إليه الخبير العسكري عبد الغني عبد الفراج عبد الله في حديثه ل(النورس نيوز)، وأشار إلى أن المواطنين العزل لا حول لهم ولا قوة لاسيما وأن المجزره بلغ عدد ضحايها ٣١ فرداً بينهم طفلان لم تتجاوز أعمارهم الاثني عشره عاماً.
وأعتبر الخبير العسكري أن ما جرى تم بصوره وحشيه لوحوش تجردو من ادميه البشر،ووصف الحادثة بالمؤسفة لجهة أن من أصدر التعليمات للجنود بالتصفيه للمواطنين أقر بذلك.
وأكد عبدالفراج أن القائد المزعوم لايملك أدنى ذرة حياء، وأستنكر وضع إطارات على ظهور المواطنين الأبرياء مع أشغال النيران بجانب وضع فوهات البنادق من قبل مليشيا الدعم السريع، وذكر أن ما حدث لايعدو كونه حقد أعمى، مضيفا :(وفوق ذلك  نجد أن الضحايا جميعهم ينتمون لعائلة واحدة  تم تصفيتهم بدم بارد وكعادتهم هم يوثقون اعمالهم الإنسانيه بأنفسهم كنوع من الاعتزاز والفخر بما أنجز وكانه بطوله خاضوها في معركه حامية الوطيس وبما ان التوثيق تم تصويرهم فلا مناص للانكار.
ودعا الخبير العسكري المجتمع الدولي تصنيف الدعم السريع كمنظمة إرهابية بسبب الأفعال التي ارتكبوها بحق المواطنين.

محك إنساني
ومن جانبه أدان سكرتير تنسيقية القوى الوطنية محمد إسماعيل المجزرة التى حدثت في منطقة الصالحة لأفراد ليس لهم علاقة بالقوات المسلحة او المستنفرين، وأعتبرها من المجازر البشعة التى ارتكبتها مليشيا الدعم السريع بحق المواطن وأنها   جريمة تصفية موثقة تحاسب عليها كل القوانين والدساتير الدولية.
وأشار إسماعيل في حديثه ل(النورس نيوز) إلى أن هذه الجرائم ترتكبها المليشيا بصورة شبه يومية ما يؤكد ان المليشيا أصبحت تحارب الشعب السوداني واستهداف مرافقه الخدمية مثل الكهرباء والمستشفيات، ورأي أن هذه الانتهاكات تضع المجتمع الدولي ومنظماته أمام محك انساني كبير أمام انتهاكات المليشيا وداعميها من الدول الكيانات السياسية.
ونوه سكرتير تنسيقية القوى الوطنية إلى أن على مليشيا الدعم السريع ان تدرك بأن الحرب انتهت بهزيمتها فى كل المحاور وتسليم من تبقى منهم للقوات المسلحة والاستفادة من العفو الذى أطلقه السيد رئيس مجلس السيادة، وتابع :”كذلك عليهم ان يفهموا ان الشعب السودانى الذى يتحدثون عنه والديمقراطية التى سيجلبونها وادعاء محاربة الكيزان والفلول ماهى الا مبررات لانتهاكاتهم المستمرة بحق الشعب السوداني” .

وسيلة إرهاب
وعلى صعيد متصل يؤكد المحلل السياسي د. راشد التجاني أن ما ارتكبته مليشيا الدعم السريع يعد غير قابل للنفي مطلقاً خاصة وأن الحادثة ليست الأولى بل هنالك الأفظع منها كعدد وتكرار لمثل هكذا وقائع وأن الأمر لا يتوقف عليها فقط بل إنها مثبتة وموثقة من قبل المليشيا نفسها، وأعتبره أمراً عجيب وأن ما حدث في فض الأعتصام كان بمثل هذه الحادثة عبر فيديوهات تصورها المليشيا نفسها.
وأشار التجاني في حديثه ل(النورس نيوز) إلى أن ذلك يدل على عدم وعي منسوبي المليشيا بخطورة ذلك الأمر، بجانب ذلك أن هذه الجرائم تستخدم كوسائل للإرهاب ضد المواطنين، ولافتا إلى أن البطش والترويع يظل سلاحهم وان لا مكان للإنسانية مطلقاً وأنه لاتوجد أي مليشيا في العالم بمثل هذه القسوة والبطش على الرغم من ذلك تجد صمت كبير من المجتمع الدولي، وأن مايجري يرقى لمستوى الإرهاب.
وأوضح المحلل السياسي أن تؤاطو المجتمع الدولي يجعلها تتمادى في أفعالها مثل تتؤاطأ معها قوى داخلية تدافع عنها وتصمت عن جرائمها وتقلل منها مثل مجتمع دولي يصمت عن ما يجري ولا يصدر أي عقوبات بشأنها.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى