
بكري الجاك: مغالطات متكررة في الخطاب العام تعرقل إنهاء الحرب في السودان
متابعات _ النورس نيوز _ حذر الباحث والمحلل السياسي السوداني بكري الجاك من استمرار ما وصفه بـ”المغالطات المضللة” في الخطاب العام المتعلق بالحرب الدائرة في السودان، مؤكدًا أن هذه التصورات الخاطئة تساهم في إطالة أمد الصراع وتعقيد فرص الوصول إلى تسوية سلمية.
وقال الجاك في مقال تحليلي نشره عبر “موقع التغيير” إن بعض الأطراف تصف موقف القوى المدنية الرافضة للحرب بأنه محايد، بينما الحقيقة أن هذا الموقف ينبع من رفض مبدئي للحرب باعتبارها ليست وسيلة لحل الأزمة الوطنية، بل نتيجة مباشرة لغياب مشروع الدولة وتفشي عسكرة السياسة.
وأشار إلى أن القوى المدنية لا تتعامل بانتقائية تجاه أطراف الحرب، بل تتخذ موقفًا واضحًا من الحرب ذاتها، داعيًا إلى عدم خلط الأوراق وشيطنة دعاة الحلول السلمية.
كما انتقد ما اعتبره مغالطة أخرى تتردد في النقاشات العامة، مفادها أن الإسلاميين طرف أصيل في الحرب، وبالتالي فإن وقفها يقتضي التفاوض معهم. واعتبر أن هذا الطرح يعكس قراءة سطحية للواقع، حيث لم تعلن الجهات الإسلامية الداعمة للحرب عن أي موقف تفاوضي جاد، بل تواصل سعيها للعودة إلى السلطة عبر الفوضى والعنف، مستغلة حالة الانهيار العام.
وأضاف الجاك أن خطاب “الكرامة الوطنية” الذي تتبناه بعض الأطراف لا يفسر استمرار القتل والدمار، بل يستخدم كشعار لتبرير معارك لا طائل منها، مشيرًا إلى أن الحرب فتحت أبواب الانقسام العرقي والاجتماعي، وأدت إلى انهيار اقتصادي ومعيشي غير مسبوق.
ودعا بكري الجاك إلى ضرورة مواجهة الحرب بفهم أعمق لجذورها السياسية والاجتماعية، وعدم الانجرار خلف الخطابات العاطفية أو الاستقطابية، مؤكدًا أن وقف الحرب لا يتم عبر “الرضوخ لتحالف المال والسلطة”، بل من خلال رؤية واقعية تنبع من مصالح المواطنين وتضع كرامة الإنسان فوق الحسابات السياسية الضيقة.