
السودان …صوت الانفصال يعلو مجدداً
النورس نيوز – الخرطوم _ جريدة سعودية…. في تطور مثير على الساحة السياسية السودانية، أعلن تحالف “السودان التأسيسي”، الداعم لقوات الدعم السريع، عن تشكيل قيادته السياسية الجديدة بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي” ونائبه عبد العزيز الحلو، في خطوة اعتبرها مراقبون تمهيدًا لإعلان حكومة موازية في مناطق سيطرة الدعم السريع، مما يعزز مخاوف تكرار سيناريو انفصال جنوب السودان.
ويضم التحالف عددًا من الحركات المسلحة وأحزابًا سياسية بارزة، أبرزها الحزب الاتحادي الديمقراطي (تيار الحسن الميرغني) وحزب الأمة بقيادة برمة ناصر، بجانب حركة تحرير السودان (مجموعة مناوي) وقوى أخرى.
في المقابل، ما تزال الحكومة المرتقبة التي يقود تشكيلها الجيش في بورتسودان تواجه عقبات تتعلق بالمحاصصة بين مكوناتها، في وقت يتمسك فيه تحالف “صمود” المدني برفضه للحكومتين، مطالبًا بحل سياسي شامل يُنهي الحرب ويُعيد المسار الديمقراطي.
وتُظهر خارطة السيطرة الحالية انقسامًا فعليًا بين مناطق تابعة للجيش وأخرى تخضع لقوات الدعم السريع والحركات المسلحة، ما يعكس واقعًا محفوفًا بالمخاطر، خاصة مع تزايد الدعوات الانفصالية، وتحذيرات مسؤولين دوليين من “تقسيم السودان إلى دويلات متنازعة”.
وأكد علاء الدين نقد، المتحدث باسم “السودان التأسيسي”، أن الإعلان عن حكومة التحالف بات وشيكًا، مشيرًا إلى أن مقار الحكومة الجديدة قد تكون في نيالا أو كاودا، نافيًا في الوقت ذاته الاتهامات بالسعي لتقسيم السودان، ومؤكدًا أن الخطوة تهدف إلى ملء الفراغ الإداري ومناهضة ما وصفه بـ”النفوذ الإسلامي” داخل المؤسسة العسكرية.
من جهته، حذر المبعوث الأميركي السابق إلى السودان، توم بيريللي، من مغبة إنشاء حكومتين في البلاد، مؤكدًا أن استمرار الانقسام السياسي وغياب التوافق الوطني يهددان وحدة السودان واستقراره على المدى البعيد.
في سياق متصل، كشف البيت الأبيض عن نية واشنطن استضافة مؤتمر دولي لمناقشة الأزمة السودانية، بمشاركة وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات والولايات المتحدة، بهدف تنشيط المساعي الرباعية للوصول إلى تسوية سياسية تُوقف الحرب وتُعيد الاستقرار.
وتعكس هذه التطورات حجم الأزمة السودانية وتعقيداتها، في وقت تتزايد فيه الضغوط على كل الأطراف للجلوس إلى طاولة الحوار، وسط تحذيرات من أن استمرار الوضع الحالي قد يدفع بالبلاد إلى المجهول.