تذبذب جديد في سعر صرف الجنيه السوداني مقابل الجنيه المصري يربك السوق المصرفي
متابعات _ النورس نيوز

تذبذب جديد في سعر صرف الجنيه السوداني مقابل الجنيه المصري يربك السوق المصرفي
متابعات _ النورس نيوز _ في ظل استمرار الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالسودان وتزايد الضغوط على الجهاز المصرفي، شهد سعر صرف الجنيه السوداني مقابل الجنيه المصري تذبذباً ملحوظاً اليوم الجمعة 20 يونيو 2025، وسط مخاوف متزايدة من تفاقم الأزمة النقدية التي تعاني منها البلاد، خاصة في ظل الشح المتواصل في السيولة وتراجع حجم التحويلات الرسمية بين السودان ومصر.
وأفادت مصادر مصرفية مطلعة أن سعر تحويل الجنيه السوداني إلى الجنيه المصري عبر التطبيقات المصرفية الرسمية سجّل تفاوتاً واضحاً، حيث بلغ سعر التحويل عبر تطبيق بنكك التابع لبنك الخرطوم نحو 54.3 جنيهاً سودانياً للجنيه المصري، في حين سجّل عبر تطبيق فوري المرتبط ببنك فيصل الإسلامي 54.9 جنيهاً، بينما استقر السعر عبر خدمات إنستاباي والتحويلات البنكية عند مستوى 54.3 جنيهاً.
ويأتي هذا التذبذب في وقت تزايد فيه اعتماد السودانيين على وسائل الدفع الإلكترونية والتحويلات عبر التطبيقات البنكية، نتيجة الظروف الأمنية التي أثّرت بشكل كبير على النظام المصرفي التقليدي، وأجبرت العديد من العملاء على التعامل عبر منصات إلكترونية مثل “بنكك” و”فوري”، للحصول على خدمات تحويل الأموال بين السودان ومصر. وتتم عملية التحويل في السودان عبر هذه التطبيقات، بينما يُستلم المبلغ المحوّل في مصر عادة عبر خدمات مثل فودافون كاش وإنستا باي.
مصادر مصرفية حذرت من أن استمرار هذا التفاوت بين أسعار التحويل، إلى جانب العجز الواضح في النقد الأجنبي داخل البنوك، قد يفاقم من حالة عدم الثقة لدى العملاء ويؤدي إلى مزيد من الاعتماد على السوق الموازي، حيث ترتفع الأسعار بشكل غير منضبط وتخضع لمزاج المضاربين وسماسرة العملات.
ويؤكد خبراء اقتصاديون أن استمرار التذبذب في أسعار الصرف، خاصة في التعاملات الإلكترونية، يعكس عمق الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، ويرتبط بشكل مباشر بتأثيرات الحرب الدائرة في مناطق متعددة، إضافة إلى غياب السياسات النقدية الفاعلة من قبل الجهات الرسمية. ويشيرون إلى أن الفجوة بين السعر الرسمي والموازي هي انعكاس حقيقي لفقدان الجهاز المصرفي السوداني قدرته على التحكم في العرض والطلب على العملات الأجنبية.
وتجدر الإشارة إلى أن تطبيق “بنكك” يعد أحد أكثر التطبيقات المصرفية استخداماً في السودان، ويستخدمه عدد كبير من المواطنين في إجراء المعاملات البنكية اليومية، بينما يشكّل تطبيق “فوري” بديلاً معتمداً بشكل أساسي في عمليات التحويل المرتبطة ببنك فيصل الإسلامي. وتزداد أهمية هذه التطبيقات في ظل عدم قدرة البنوك على توفير السيولة النقدية اللازمة لمقابلة الطلب المتزايد، لا سيما في المناطق التي تشهد اضطرابات أمنية أو صعوبات في الوصول إلى الفروع البنكية.
وبينما يحاول بعض السودانيين الاستفادة من فروقات أسعار التحويل عبر اختيار التطبيق الذي يقدم سعراً أعلى، فإن الخبراء يحذرون من أن هذه الممارسات قد تسهم في مزيد من الانفلات في سوق النقد، ما لم تُتخذ إجراءات تنظيمية صارمة من قبل البنك المركزي السوداني والجهات المختصة لضبط السوق وتحقيق الاستقرار النقدي.
وتأتي هذه التطورات في وقت يعاني فيه السودان من أزمة اقتصادية مركبة نتيجة الحرب والصراعات الداخلية التي أضعفت البنية التحتية للقطاع المصرفي، وتسببت في توقف العديد من البنوك عن العمل أو الحد من خدماتها. كما أن القيود المفروضة على التحويلات الخارجية زادت من تعقيد المشهد، ودفع ذلك شرائح واسعة من السودانيين في الداخل والخارج للبحث عن حلول بديلة، رغم التحديات القانونية والتنظيمية المرتبطة بها.