
طائرة حميدتي في السعودية
متابعات _ النورس نيوز _ رصدت جهات مختصة بتتبع حركة الطيران قيام طائرة خاصة تابعة لقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف باسم “حميدتي”، برحلة غير معلنة إلى مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، في الثالث من يونيو 2025، قبل أن تعود في اليوم نفسه إلى موقع انطلاقها. الرحلة، التي نُفذت بواسطة طائرة من طراز بوينغ 737-700 تحمل رقم التسجيل A6-RJF، أثارت جدلًا واسعًا وتساؤلات بين المتابعين للشأن السوداني، في ظل استمرار التصعيد السياسي والأمني داخل السودان.
ولم تصدر، حتى لحظة إعداد هذا التقرير، أي توضيحات رسمية من قيادة الدعم السريع حول هذه الخطوة، كما لم يتم الكشف عن أسباب الزيارة أو طبيعة النشاط المرتبط بها. الغموض الذي يلف تفاصيل الرحلة فتح الباب واسعًا أمام التكهنات، خصوصًا وأن توقيت الحركة الجوية يأتي في ظل مرحلة حرجة تمر بها البلاد من حيث التوازنات السياسية والعسكرية.
ويرى مراقبون أن زيارة طائرة حميدتي إلى جدة، وإن كانت قصيرة ولم يعلن عنها رسميًا، قد تحمل رسائل سياسية أو دبلوماسية أو ترتبط بترتيبات خاصة لا ترغب الأطراف المعنية في الإفصاح عنها حاليًا. وقد تكون هناك مشاورات غير معلنة تجري في الخفاء بين بعض الجهات الإقليمية وقيادات الدعم السريع، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد السياسي في السودان.
الرحلة، التي لم تتجاوز يومًا واحدًا، وضعت العديد من الجهات في حالة ترقب، خاصة في ظل العلاقات المتغيرة بين المملكة العربية السعودية وأطراف النزاع في السودان. ومع غياب المعلومات الرسمية، تتزايد المخاوف من أن يكون هناك تحضير لتحركات جديدة قد تعيد خلط الأوراق في الإقليم، وربما تؤثر في مسار الصراع الداخلي في السودان.
الحدث يعكس كذلك الدور المتنامي للتكنولوجيا الحديثة في كشف تحركات المسؤولين وقادة الجماعات، ويؤكد أن الرقابة الشعبية والإعلامية باتت أكثر قدرة على رصد التفاصيل التي كان يصعب تتبعها في الماضي. ويبقى السؤال المطروح: هل جاءت هذه الرحلة في سياق ترتيب إقليمي جديد؟ أم أنها مجرد تنقل خاص لقائد عسكري مثير للجدل؟
وفي غياب التصريحات الرسمية، تبقى التكهنات مفتوحة والتساؤلات مطروحة، بانتظار ما قد تكشفه الأيام المقبلة حول طبيعة هذه الرحلة وما إذا كانت مقدمة لمرحلة جديدة في مسار الصراع السوداني.