
ارتفاع قياسي للدولار في السودان
متابعات _ النورس نيوز _ شهدت الأسواق الموازية في السودان، اليوم الثلاثاء 17 يونيو 2025، ارتفاعاً كبيراً في أسعار العملات الأجنبية، حيث قفز الدولار الأمريكي إلى 2760 جنيهاً، وهو مستوى قياسي جديد يعكس عمق الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد. يأتي هذا الارتفاع وسط مخاوف من فرض عقوبات أمريكية على القطاع المصرفي السوداني، واستمرار الحرب الأهلية للعام الثالث على التوالي، ما ساهم في تقويض ثقة المتعاملين بالنظام المالي الرسمي.
مصادر مصرفية أكدت أن الطلب على النقد الأجنبي ازداد بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية، مدفوعاً بصفقات تجارية ومضاربات نشطة في السوق الموازي، في ظل عجز البنوك عن تلبية احتياجات العملاء. وتعيش البلاد حالة من التقلب الحاد في سعر الصرف منذ اندلاع النزاع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، حيث تراجع الجنيه السوداني بنسبة تفوق 390%، ما تسبب في ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة بشكل غير مسبوق.
ويعزو خبراء الاقتصاد استمرار تدهور الجنيه إلى عدة عوامل، منها تعطل الأنشطة الإنتاجية نتيجة الصراعات، وتراجع تحويلات السودانيين بالخارج، إلى جانب سياسات مالية ونقدية غير مستقرة، دفعت بالمتعاملين إلى السوق السوداء كبديل أكثر مرونة. وأدى لجوء بعض البنوك المحلية لشراء الدولار من السوق الموازي إلى تعميق الأزمة وزيادة حدة المضاربات.
تؤكد تقارير اقتصادية أن هناك احتمالات قوية لتجاوز سعر الدولار حاجز 3000 جنيه خلال الفترة المقبلة، في ظل تراجع الإيرادات العامة، وضعف الصادرات، وتزايد البطالة، وهو ما قد يُفضي إلى تآكل القدرة الشرائية للمواطنين وانكماش اقتصادي حاد.
المراقبون يحذرون من الدور المتزايد الذي باتت تلعبه السوق السوداء في توجيه حركة أسعار الصرف، ويؤكدون على ضرورة تنفيذ إصلاحات شاملة تعيد الاستقرار للنظام المالي، وتعيد بناء الثقة في الجهاز المصرفي، وتدعم القطاعات المنتجة، باعتبارها المخرج الوحيد من هذه الأزمة المتفاقمة.