
انفجارات مفاجئة تربك مدينة الأبيض
متابعات _ النورس نيوز _ شهدت مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، صباح اليوم الجمعة، قصفًا مدفعيًا عنيفًا نفذته مليشيا الدعم السريع، في هجوم وُصف بأنه متعمد ضد المدنيين، وأسفر عن سقوط ضحايا وسط سكان المدينة. وبحسب مصادر طبية وميدانية، سقطت عدة قذائف على حي عرفات المكتظ بالسكان، مما أدى إلى مقتل خمسة مدنيين وإصابة اثنين آخرين بجروح متفاوتة.
وأكدت شبكة أطباء السودان، في بيان رسمي، أن القصف الذي طال الحي السكني يمثل استهدافًا مباشرًا للمناطق المدنية، ويعكس استمرار النهج العدائي من قبل قوات الدعم السريع تجاه الأحياء الآمنة والمرافق الحيوية. ودانت الشبكة الطبية بشدة هذا التصعيد، محذّرة من أن تكرار القصف اليومي يُعرض حياة آلاف المواطنين للخطر، ويقوّض الخدمات الصحية والإنسانية المتبقية في المدينة التي تعاني من أوضاع متدهورة.
الهجوم المدفعي الذي طال حي عرفات ليس الأول من نوعه، إذ شهدت مدينة الأبيض في وقت سابق من الأسبوع الماضي قصفًا نفذته طائرة مسيّرة استهدفت ملعب كرة القدم، وأسفر الهجوم عن مقتل خمسة مدنيين تواجدوا في محيط المنشأة الرياضية. وأثار ذلك الهجوم غضبًا واسعًا بين المواطنين، ولاقى تنديدًا رسميًا من سلطات شمال كردفان، التي وصفت استهداف الملعب بأنه انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني، ووجّهت نداءً عاجلًا إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لإدانة ما جرى.
تعيش مدينة الأبيض حالة من الذعر وعدم الاستقرار، حيث يفرّ السكان من الأحياء المستهدفة إلى مناطق أكثر أمنًا داخل المدينة، بينما تتزايد معاناة آلاف النازحين الذين لجؤوا إلى المدينة هربًا من القتال في مناطق أخرى من إقليم كردفان ودارفور. وتشهد المستشفيات ضغطًا متزايدًا مع محدودية الإمكانيات، في ظل تدهور البنية التحتية الصحية ونقص في الإمدادات الدوائية والطبية.
منظمات حقوقية سودانية ودولية دعت إلى فتح تحقيق عاجل حول الهجمات المتكررة التي تستهدف المدنيين في الأبيض، مطالبةً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في حماية السكان الأبرياء، ووقف الاستهداف العشوائي الذي يحول المدن السودانية إلى ساحات حرب مفتوحة. كما شددت منظمات المجتمع المدني على ضرورة الضغط لوقف التصعيد العسكري وإتاحة المجال لحل سياسي شامل يضع حدًا لهذه الانتهاكات.
القصف الأخير، سواء على حي عرفات أو المنشآت الرياضية، يعيد إلى الواجهة المخاوف من اتساع رقعة الحرب داخل المدن والمراكز السكانية الحيوية في السودان، في وقتٍ تتجه فيه البلاد نحو كارثة إنسانية شاملة، ما لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف النزاع وحماية المدنيين من ويلات العنف المسلح.