مقالات

مطار الخرطوم… هل يكفي الترميم أم حان وقت التفكير في مطار جديد بالكامل؟

متابعات _ النورس نيوز

مطار الخرطوم… هل يكفي الترميم أم حان وقت التفكير في مطار جديد بالكامل؟

 

الخرطوم – النورس نيوز _ في ظل التحديات الكبيرة التي فرضتها الحرب على البنية التحتية الحيوية في السودان، تعود إلى الواجهة من جديد قضية مطار الخرطوم الدولي، الذي تضرر بشدة خلال الصراع، وسط تساؤلات ملحة: هل يكفي ترميمه وتشغيله في موقعه القديم، أم أن السودان بحاجة إلى مشروع مطار جديد برؤية استراتيجية للمستقبل؟

هذا السؤال أثير مؤخرًا عقب مقال للكاتب سامي الأمين، دعا فيه إلى إعادة إعمار المطار في موقعه الحالي، مستندًا إلى قربه من وسط المدينة، وانخفاض تكلفة الإصلاح، وسرعة إعادة التشغيل. ورغم وجاهة هذه الحجة في السياق الراهن، إلا  إبراهيم عدلان يرى أن ذلك الطرح يغفل اعتبارات حيوية تتعلق بالأمن والتخطيط العمراني والتنمية المستدامة.

 

إبراهيم عدلان يشير في مقاله إلى أن موقع مطار الخرطوم الحالي يواجه معضلات كبيرة، أبرزها الاكتظاظ السكاني المحيط به، وصعوبة توسعته، وتأثيره البيئي والصحي على المناطق السكنية المجاورة، إلى جانب محدودية قدراته الأمنية، وعدم توافقه مع المعايير الدولية للطيران، وعلى رأسها “السطح المخروطي” المطلوب لإقلاع وهبوط آمنين. كما يشير إلى غياب “مسار الهروب” للطائرات من الجهة الشمالية، مما يعرض العمليات الجوية لمخاطر في حال حدوث طارئ.

 

في المقابل، يقترح عدلان التفكير الجاد في مشروع متكامل لبناء مطار حديث خارج النطاق العمراني الحالي، سواء في منطقة الصالحة أو من خلال تحويل مطار وادي سيدنا العسكري إلى مطار مدني، على أن يتم بالمقابل تحويل مطار مروي إلى قاعدة جوية متكاملة. ويرى أن هذا الحل يوفر كلفة بناء مطار جديد بالكامل، ويحقق فصلًا واضحًا بين الطيران المدني والعسكري، ويستغل أصولًا قائمة بكفاءة أعلى.

 

الكاتب يدعم طرحه بمقارنة شاملة بين مطار الخرطوم الحالي والمواقع البديلة، من حيث الموقع الجغرافي وسهولة الوصول والأمن والتوسع المستقبلي والأثر البيئي وفرص الاستثمار غير الطيراني. ويرى أن الموقع الجديد يمكن أن يتحول إلى “مدينة مطارية” متكاملة، تضم منطقة لوجستية، فنادق، مراكز تدريب، وربطًا فعّالًا بشبكات السكك الحديدية والمشاريع القومية الكبرى.

 

ويخلص إبراهيم عدلان إلى أن الحل الأمثل يتمثل في مسار مزدوج: إعادة تشغيل مؤقت لمطار الخرطوم لتلبية الحاجات العاجلة، بالتوازي مع مشروع جاد ومدروس لبناء مطار المستقبل، سواء في الصالحة أو وادي سيدنا أو أي موقع تتوفر فيه الشروط الأمنية والفنية والتخطيطية اللازمة. ويؤكد أن التفكير في مطار جديد ليس ترفًا، بل ضرورة وطنية لضمان سلامة الطيران، ودعم الاقتصاد، وربط السودان بالعالم وفق معايير العصر.

بقلم: إبراهيم عدلان

 

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

تعليق واحد

  1. بالنسبه للمطار
    مبدئيا مسأله الترميم هذه يجب اعاده النظر فيها السودان الان بحاجه لرؤيه جديده بالاستفاده من محنه الحرب هذه رؤيه تنظر للسودان حتى العام ٢٠٥٠ وبناء بنيات تحتيه بهذا البعد في جميع القطاعات وهذا يتطلب الدخول في شراكات استراتيجيه تشمل القطاعات المختلفه ومن بينها المطارات والطائرات الشراكات مع دول عظمي وتحديدا روسيا الصين تركيا وباكستان
    انظر لمطار بولي في أديس واخجل
    في الوقت الراهن لا بأس من اعاده تأهيل مطار الخرطوم كمطار احتياطي صغير نظرا للظروف الراهن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى