مقالات

أسامه عبد الماجد يكتب: وزراء “الدفعة الثانية”.. (7) ملاحظات

أسامه عبد الماجد يكتب:
وزراء “الدفعة الثانية”.. (7) ملاحظات

0 أولاً: لم يكن اكثر المتفائلين يتوقع ان يلازم رئيس الوزراء كامل إدريس كل هذا البطء والفتور والتردد في اختيار طاقمه التنفيذي.. لا يعقل منذ تأديته اليمين الدستورية في 31 مايو الماضي وحتى امس الأول يسمي ثلاثة وزراء فقط في الدفعة الثانية من التعيينات.. على أساس ان التعيينات الأولى والتي ضمت وزيرين كانت ترشيحات العسكريين.. وهذا الخمول يستوجب علي كامل تحديد سقف زمني لاكمال ترشيحات حكومته.. لأن الاستمرار على هذا المنوال غير المطمئن والغريب قد يستغرق منه عاملاً للفراغ من تشكيلة فريقه.

0 ثانياً: كشفت التعيينات قلة حيلة كامل وعدم امتلاكه رؤية ولا خطة في تحديد خياراته.. بعكس ما اعلن في اول خطاب له لا يعقل ان يؤسس خياراته على حصول المرشح على درجة البروفيسور والتخرج من جامعة الخرطوم.. فالوزراء الثلاثة (معز العوض – الافضل التعامل معه باسم جده حتي لا يحدث خلط مع عزيزنا الناشر الصحفي والمستثمر في المجال الطبي د. معز حسن بخيت – وعصمت قرشي (وزير الزراعة والري) واحمد مضوي (وزير التعليم العالي).. ثلاثتهم لايملكون خبرة ادارية كافية في مجالهم.. مما يعني انهم سيجابهون بتحديات في ادارة الوزارة، في ظل التعقيدات الراهنة.

0 ثالثاً: يبدو ان كامل يتحاشى تعيين اصحاب خبرات حقيقة في مجال عمل الوزارات.. خشية ان يتفاجأ بان الوزير كان له نشاط سياسي او شئ من هذا القبيل.. ولذلك سيكون من العسير ان يقدم الوزراء مردودا طيباً خاصة عصمت قرشي (حاز علي درجة بروفيسور قبل عام واحد).. كونه سيدير وزارتين وهو متخصص تغذية.. وذات الامر ينسحب على وزير الصحة معز العوض.. ويبدو مضوي افضل نسبياً من خلال عمله نائباً لمدير جامعة الخرطوم.. وان كانت تنقصه الخبرة.

0 رابعاً: واقع الحال يقول ان معز العوض سيجلب المتاعب لرئيس الوزراء وحكومته.. وسيكون مثار جدل من خلال الانتقادات الكثيفة التي صوبت نحوه بسبب كتاباتته واشعاره الناقده بشكل قبيح للقوات المسلحة.. رغم انه سطر قصيده امتدح تحرير الجيش للخرطوم.. ويلاحظ ان تعيينه قوبل بعدم ترحاب ولذلك سترصد الاعين نشاطه بسبب انتقاده للاسلاميين والقحاته معاً.. ومما يزيد الضغط عليه ورئيس الوزراء ويوثر على أدائهما خلافته لافضل وزير بالحكومة منذ التغيير 2019 د. هيثم ابراهيم بشهادة استشاريين ومسؤولين سابقين وكبار الكتاب الصحفيين.

0 خامساً: حاول بعض انصار كامل وفي محاولة يائسة لتحسين صورته والاشادة بالتعيينات التي أجراها .. بالترويج انه احسن الاختيار وفق الكفاءة والتأهيل العلمي.. وهذا ليس معيار نهائي للقياس لأن فريق رئيس الحكومة الأسبق بكري حسن صالح ضم (13) وزير يحمل درجة الدكتوراة و(4) مرتبة بروفيسور.. ومع ذلك تعثرت حكومته مبكراً، مع فارق الاستقرار الأمني والاقتصادي حينها.. ووجود حزب حاكم كان يستشعر وجود ازمة حتى لو لم يُحسن الحل.. بعكس “شلة” حول كامل هى نفسها لا تملك الخبرة في العمل العام.

0 سادساً: حل كامل أهم وزارة (الري والموارد المائية) – وفرّق دمها بين الزراعة (الري) والوزارة الجديدة البيئة والتنمية المستدامة حول لها (الموارد المائية).. كان يتوقع منه النظر بعين الاعتبار لمسألة الدمج واختيار وزير بمعايير اكثر صرامة ودقة للزراعة والري .. مع كامل التقدير لعصمت قرشي – قد لا يعلم ادريس ان الوزارة التي اغتالها رغم اشتعال حرب المياة من حولنا تحتل المرتبة الاولى بين الوزارات التي شهدت استقرارا. . وهى الوزارة الوحيدة التي تعاقب عليها وزيرين فقط منذ ذهاب الانقاذ.. البروفيسور ياسر عباس وهو عالم في المجال والمهندس ضو البيت منصور وكان وكيلا في 2019 واستوزر بعد اجراءات اكتوبر.. وحتى ابان الانقاذ جلس الراحل المهندس كمال علي، على كرسي الوزارة لمدة (12) عاماً.

0 سابعاً: تعيين الوزراء الثلاثة اثبت ان مكتب رئيس الوزراء يشهد حالة من الفوضى والارتباك وسوء تقدير.. الطبيعي قبل اصدار قرارات تعيين الوزراء، صدور مراسيم تحدد مهام واختصاصات الوزارات المستحدثة، والوزارات التي تم حلها مثل الاستثمار – تحولت الى مجلس -.. حتى الان الوزارات مثل الاستثمار تعمل وفق السلطات المخولة لها في السابق.. وهذا يكشف ضعف مكتب رئيس الوزراء وعدم المام كامل نفسه بابجديات العمل التنفيذي.. مما سيلقي بظلاله السالبة علي الجهاز التنفيذي.

السبت 5 يوليو 2025
osaamaaa440@gmail.com

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى