حرب_المسيرات.. “فاينانشيال تايمز” تكشف كيف حوّل الصراع السوداني ساحة لتجارب الأسلحة الذكية

حرب_المسيرات.. “فاينانشيال تايمز” تكشف كيف حوّل الصراع السوداني ساحة لتجارب الأسلحة الذكية

متابعات – النورس نيوز – كشفت صحيفة فاينانشيال تايمز في تقرير نُشر الأحد أن قوات الدعم السريع في السودان تستخدم طائرات مسيرة متطورة، يُعتقد أنها من إنتاج الصين والإمارات، في شن هجمات دقيقة على أهداف عسكرية ومدنية تقع داخل العمق الحكومي، بما في ذلك مدينة بورتسودان التي كانت تُعد من المناطق الآمنة نسبياً.

ورغم أن بورتسودان تقع على بُعد أكثر من 1200 كيلومتر من أقرب قاعدة معروفة لقوات الدعم السريع، فإن الصحيفة أشارت إلى أن الطائرات بدون طيار غيّرت قواعد اللعبة، ووضعت أهدافًا استراتيجية في مرمى الميليشيا.

ووفقًا لمحللين عسكريين، فقد استعانت القوات المسلحة السودانية في بداية الحرب بالمسيّرات، مما أعطاها تفوقًا نسبيًا في المعارك التي سبقت تحرير الخرطوم. لكن سرعان ما طورت قوات الدعم السريع من قدراتها، وكثفت استخدام المسيّرات في الأشهر الأخيرة لاستهداف بنى تحتية حساسة، منها سد مروي ومحطات الكهرباء.

رد على غارة نيالا؟

ورجح التقرير أن الهجوم الجوي الذي شنّه الجيش السوداني في 2 مايو على مطار نيالا، وأسفر عن تدمير طائرة شحن تقل أسلحة ومقتل مستشارين أجانب، قد يكون السبب وراء تصعيد الدعم السريع باستخدام المسيّرات ضد بورتسودان. ويُعتقد أن الطائرة كانت جزءًا من عمليات إمداد متقدمة للقوات المتمردة.

أدلة تقنية على دعم خارجي

ووفقًا لتحليلات معهد أبحاث جامعة ييل، فإن الدعم السريع كان يجهز منذ فترة في نيالا طائرات مسيّرة هجومية من طرازي CH-95 وFH-95، القادرة على إطلاق صواريخ موجهة. ويرى خبراء أن دقة الضربات الجوية التي استهدفت بورتسودان لا يمكن تفسيرها إلا بوجود دعم خارجي مباشر، سواء في التشغيل أو التوجيه بالأقمار الصناعية.

اتهامات صريحة للإمارات

وفي تطور سياسي لافت، قطعت الحكومة السودانية مؤخرًا علاقاتها الدبلوماسية مع الإمارات، بعد ما وصفته بأدلة متزايدة على تورطها في تسليح الدعم السريع. وقد وثّقت منظمة العفو الدولية استيلاء القوات المسلحة على أسلحة صينية في الخرطوم، يُرجح أنها وصلت عبر الإمارات، منها صواريخ موجهة GB50A ومدافع هاوتزر AH-4.

كما أكد الخبير الهولندي زوينينبورغ أن الطائرات المسيّرة المستخدمة من قبل الدعم السريع مطابقة لنماذج عرضت في معارض الأسلحة الخليجية. وذهب كاميرون هدسون، المحلل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، إلى أبعد من ذلك، قائلاً إن هناك مؤشرات واضحة على أن الدعم السريع وداعميه في الإمارات يضاعفون جهودهم لتغيير موازين الحرب في السودان.