أخبار

الاتحاد الأفريقي يغازل الخرطوم: هل تُمهد التصريحات الأخيرة لعودة السودان بعد تعليق العضوية؟

متابعات – النورس نيوز

الاتحاد الأفريقي يغازل الخرطوم: هل تُمهد التصريحات الأخيرة لعودة السودان بعد تعليق العضوية؟

متابعات – النورس نيوز – في خضم حرب أهلية دامية تدخل عامها الثاني، فاجأت تصريحات رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، محمود علي يوسف، المراقبين، بعدما وصف السودان بـ”القلب النابض لأفريقيا”، مشيدًا بـ”انتصارات القوات المسلحة”، خلال لقائه بعضو مجلس السيادة الفريق إبراهيم جابر على هامش القمة العربية ببغداد. هذه الإشادة أعادت طرح سؤال ملح: هل يقترب السودان من استعادة مقعده داخل الاتحاد بعد تعليق عضويته منذ أكثر من ثلاث سنوات؟

 

تعليق عضوية السودان.. قرار من رحم الانقلاب

 

في أكتوبر 2021، علّق الاتحاد الأفريقي عضوية السودان إثر الانقلاب الذي قاده الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بدعم من قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي). جاء القرار ضمن سياسة الاتحاد المناهضة للانقلابات العسكرية، والتي تبنّاها عقب سلسلة تغييرات غير دستورية ضربت القارة خلال العقد الأخير.

 

ورغم قرار التعليق، أبقى الاتحاد على خطوط تواصل محدودة من خلال آلية بقيادة محمد بن شمباس، في محاولة لاحتواء الأزمة، إلا أن تصريح شمباس الأخير بأن “السودان ليس فراغًا” يُظهر اعترافًا ضمنيًا بسلطة الأمر الواقع القائمة في بورتسودان.

 

خلافات الشرعية.. من يُمثل السودان؟

 

داخل السودان، تستمر حالة الانقسام بشأن من يحق له تمثيل الدولة دوليًا. فبينما يرى فريق أن الجيش ومجلس السيادة يمثلان “شرعية الأمر الواقع”، تصرّ قوى الثورة المدنية على أن البلاد تعاني من “فراغ سياسي”، وتطالب بتشكيل سلطة جديدة بعيدًا عن الطرفين العسكريين المتحاربين.

 

مفوضية جديدة.. وتوجه مختلف

 

المفوضية الجديدة التي انتُخبت في فبراير 2025 – بقيادة الجيبوتي محمود يوسف ونائب جزائري – تبدو أكثر قربًا من الموقف الرسمي السوداني، بحسب مراقبين. ويقول الكاتب السوداني عبد الباقي الناجي إن هذا الفريق يختلف عن المفوضية السابقة التي اتُّهمت بالتقارب مع الدعم السريع، وهو ما قد يفتح الباب لتغير في موقف الاتحاد.

 

ومع ذلك، يبقى مفوض الشؤون السياسية والأمن بانكول أديوي في منصبه، وهو أحد أكثر الشخصيات تشددًا تجاه النظام القائم في بورتسودان.

 

خارطة الطريق.. معايير لم تتحقق

 

عودة السودان إلى الاتحاد الأفريقي مشروطة بتحقيق بنود “خارطة الطريق” التي وضعها الاتحاد مع بداية الحرب، وأبرزها:

 

وقف إطلاق النار الكامل

 

انسحاب قوات الدعم السريع وتجميعها

 

تشكيل حكومة مدنية ذات شرعية توافقية

 

 

ورغم تعيين الفريق البرهان للدكتور كامل إدريس رئيسًا للوزراء وإلغاء وصاية المجلس السيادي على الوزارات، إلا أن هذه الخطوة لم تُقنع الاتحاد بأن البلاد تسير فعليًا نحو مسار دستوري.

 

مجلس السلم والأمن.. مفتاح العودة المُعطّل

 

القرار النهائي بشأن عودة السودان لا يزال بيد مجلس السلم والأمن الأفريقي. رغم أن المجلس، برئاسة مصر في دورته الأخيرة، أرسل بعثة تقصي حقائق إلى بورتسودان وفتح مكتبًا هناك، إلا أن التصويت على رفع التجميد فشل بسبب عدم تحقق النصاب (5 مؤيدين فقط من أصل 15).

 

المجتمع المدني.. دعوات للتوافق الداخلي

 

محمد طاهر، عضو المبادرة السودانية لوقف الحرب، يرى أن إشادة مفوض الاتحاد بالقوات المسلحة تحمل بُعدًا رمزيًا مهمًا، لكنه لا يعتبرها كافية لتمرير شرعية الحكومة الحالية. ويدعو إلى حوار سوداني داخلي شامل دون تدخلات خارجية، مع تقليص عدد الوساطات إلى مسارين فقط: عسكري وسياسي.

خاتمة: بين العزلة والانفتاح

تصريحات محمود يوسف قد تكون بداية انفتاح دبلوماسي جديد تجاه السودان، لكنها تصطدم بواقع سياسي وعسكري معقد. ومع استمرار الانقسام الداخلي وغياب التوافق على شرعية الحكم، يبقى ملف عودة السودان إلى الاتحاد الأفريقي معلقًا، رهين التوازنات الإقليمية، والقرارات المؤجلة.

 

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى