كيكل…لن نسكت بعد الحرب
متابعات _ النورس نيوز _ في تصريحات جديدة حملت الكثير من الرسائل الواضحة، أعلن قائد قوات درع السودان أيو عاقلة كيكل أن المرحلة المقبلة بعد انتهاء الحرب ستكون مخصصة بالكامل لإعادة بناء البلاد، مؤكدًا أن قواته لن تتراجع عن مواقعها في ميادين القتال حتى تحقيق النصر الكامل، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن النصر العسكري ليس هدفًا نهائيًا، بل خطوة أولى نحو معركة أكثر أهمية، وهي معركة الإعمار وإعادة الحياة للسودان من جديد.
القائد، الذي تحدّث من قلب مناطق العمليات، أشار إلى أن قواته تقف الآن في الخطوط الأمامية للدفاع عن الوطن، وتخوض المعارك بروح عالية لا تعرف التراجع، لكنهم في الوقت ذاته يستعدون لما بعد المعركة. وقال إن السودان لن يظل رهينة للدمار والخراب، وإن أبناءه المخلصين سيتجهون فور انتهاء الحرب إلى إعادة بناء ما دمرته آلة العنف، مشددًا على أن مشروعات التنمية جاهزة، والكفاءات موجودة، والإرادة قوية.
وأشار إلى أن المخطط التالي لقوات درع السودان يشمل إطلاق برامج واسعة لترميم المؤسسات الخدمية، وفتح المدارس والمستشفيات، وتوصيل المياه والكهرباء إلى المناطق التي تضررت خلال الأشهر الماضية. وقال القائد إن الحرب مهما طالت فلن تنال من عزيمة السودانيين، وإن المعركة الحقيقية ستكون في إعادة إعمار الوطن، واستعادة كرامة المواطن التي أهدرها التهجير والخراب.
وأكد أن الجيش والمواطنين سيكونون شركاء في بناء مستقبل جديد، وأن المرحلة القادمة تتطلب وحدة وطنية ورؤية مشتركة تتجاوز الانقسامات، وتجمع كل السودانيين حول هدف واحد: بناء وطن يسع الجميع. كما دعا جميع الكفاءات السودانية في الداخل والخارج إلى الاستعداد للعودة والمشاركة في مرحلة البناء، وعدم ترك البلاد نهبًا للفوضى أو التدخلات الأجنبية.
وقد لاقت تصريحاته صدى واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الكثيرون عن ارتياحهم لهذا الطرح الوطني، معتبرين أن صوت السلاح يجب أن يتوقف قريبًا ليحل محله صوت المعاول والمشروعات التنموية. ورأى آخرون أن هذه الرسائل تعكس نضجًا في الخطاب العسكري وتحولًا في رؤية بعض القيادات نحو بناء الدولة لا مجرد خوض المعارك.
ويأتي هذا التصريح في وقت حساس من عمر الحرب، حيث تشهد البلاد تحولات ميدانية متسارعة، ويزداد الضغط الشعبي لإنهاء النزاع وفتح صفحة جديدة من السلام والتنمية. وفي ظل هذه المعطيات، فإن دعوة قائد درع السودان للبناء بعد النصر، تحمل بُعدًا إنسانيًا ورسالة طمأنة واضحة لكل من أنهكته الحرب، بأن الخراب لن يكون قدر السودان، وأن فجرًا جديدًا يلوح في الأفق.
