
حميدتي يتهم إيران
متابعات _ النورس نيوز _ أكد قائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي”، يوم الثلاثاء، تمسكه بمواصلة القتال ضد القوات المسلحة السودانية، رافضًا أي دعوات للتفاوض مع ما وصفه بـ”الطرف الذي يقتل شعبه بالطيران”، مضيفًا أنه “لا سلام مع من يرفض الاعتراف بجرائمه”. وجاءت تصريحاته هذه في تسجيل مصور بثته قناة الدعم السريع على تطبيق تيليغرام، في مؤشر جديد على تصعيد خطير في حدة الصراع المتفاقم داخل البلاد.
وقال حميدتي إن قواته لن تقف مكتوفة الأيدي تجاه ما اعتبره استخدامًا لمدن الأبيض بشمال كردفان والولاية الشمالية كنقاط انطلاق لقصف مناطق دارفور وكردفان، محذرًا القوات المتمركزة في بورتسودان من مغبة استمرار هذه العمليات العسكرية. وأضاف أن قوات الدعم السريع “جاهزة للتحرك في أي وقت”، مشيرًا إلى أن القائد العام للجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان “لن ينجو إلا بمغادرة السودان”.
وفي سياق تصريحه، أشار حميدتي إلى أن الحرب في السودان باتت تقترب من نهايتها، لكنه ربط ذلك بما وصفه بـ”القضاء على تنظيم الحركة الإسلامية”، متهمًا حكومة بورتسودان بإيواء عناصر تتبع لتنظيم داعش الإرهابي. ويعكس هذا التصريح اتهامات متكررة من جانب حميدتي للقيادة العسكرية السودانية بمحاولة توظيف الدين لأغراض سياسية وعسكرية.
كما تحدث قائد الدعم السريع عن ما وصفه بتزايد التدخلات الأجنبية في النزاع السوداني، متهمًا الحرس الثوري الإيراني بتقديم دعم عسكري مباشر لقوات الجيش، كما أشار إلى وجود “مرتزقة أوكرانيين” يقاتلون إلى جانب الجيش دون تقديم تفاصيل إضافية. واتسعت دائرة الاتهامات لتشمل دولة إريتريا، التي قال إنها تقدم دعمًا لقوات الجيش السوداني عبر تزويدها بالعتاد والمقاتلين، وهو ما قد يشير إلى أن رقعة الحرب تتجه نحو تعقيد إقليمي واسع.
وفي تصعيد أمني لافت، اتهم حميدتي قوات الجيش بمحاولة اغتياله هو ونائبه عبد الرحيم دقلو قبل أربعة أيام، دون الكشف عن ملابسات الحادثة أو تقديم تفاصيل إضافية. كما وجّه تحذيرات مباشرة لسكان مدينة الأبيض والولاية الشمالية، داعيًا إياهم إلى البقاء داخل منازلهم وإغلاق المتاجر، مع تجنب الاقتراب من المواقع العسكرية تحسبًا لأي عمليات عسكرية قريبة.
وفي ختام حديثه، أشار حميدتي إلى أن قواته استعادت السيطرة على منطقتي الدبيبات في جنوب كردفان والخوي في غرب كردفان، واصفًا العملية بـ”النصر العظيم”. وأكد أن قوات الدعم السريع نجحت في تدمير ما نسبته 70% من القوة العسكرية لمتحرك “الصياد”، التابع للجيش السوداني، في إشارة إلى استمرار المواجهات المسلحة بين الطرفين وتوسعها في ولايات متفرقة.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار الأزمة السياسية والعسكرية في السودان، والتي دخلت عامها الثاني وسط تدهور حاد في الأوضاع الإنسانية وفرار آلاف المدنيين من مناطق النزاع، فيما لا تزال الجهود الدولية والإقليمية عاجزة عن إحداث اختراق حقيقي في مسار التفاوض أو وقف إطلاق النار.