
أصدرت وزارة العدل قرارا بإعادة نشاط النقابات والاتحادات المهنية ولعل القرار جاء متأخرا ولكنه جاء في وقت الحاجة إليه أمسّ ما يكون وبذا اكتملت التِرِس الأكبر في محركات دولاب العمل والحياة العامة في السودان فالتحية لرئيس مجلس السيادة ووزارة العدل متمثلة في مسجل تنظيمات العمل والتي ظلت تعمل باجتهاد ومهنية لتحريك هذه التنظيمات المهمة.
تعطل عمل هذه التنظيمات بقرارات من لجنة التمكين _البدعة التأريخية _ في عالم العدالة والقانون والتي تدخلت في شئون كل المنظومة العدلية فافسدت كل شيء ، جاء قرار حل النقابات من ناشطي قحت البائدة دون مراعاة للبعد المحلي والعالمي والتخصصي لهذه النقابات والاتحادات واستبدلت كل المكاتب التنفيذية المنتخبة لناشطين ووزعت المقاعد (بالكوتة) لشتات الحرية والتغيير فغاب السودان خارجيا في كل التنظيمات وتضرر منسوبي التنظيمات وعضويتها من عدم وجود الاجسام المثالية التي تقوم يالادوار الخاصة والعامة للعضوية وتعطل ضلع مهم في دولاب العمل الإداري والتنظيمي في الدولة ، وعلى الرغم من إبطال كل قرارات لجنة التمكين إلا أنها كانت تعوق العدالة بعدم تنفيذ قرارات المحاكم المختصة!!!
لم يعد غياب هذه الأجسام والتنظيمات مؤثرا على عضويتها أو المشاركة وتمثيل السودان خارجيا ولكنه غاب عن دور الرافعة الحقيقة للسلطة التنفيذية فيما يتعلق بقطاع واسع من الشعب والذي يشكل القطاع الفئوي العريض المهم في كل مناحي الحياة ، فيشمل هذا القطاع مجالات العمال والمزارعين والتجار والمصدرين والموردين واصحاب العمل والغرف التجارية والصناعية والزراعية والرعاة والمعلمين والأطباء والمهن الصحية الأخرى وتنظيمات المراه والمكفوفين والصم والبكم والمعوقين والمهندسين والبياطرة والصحفيين والمهن الموسيقية وغيرها من التنظيمات المهنية ومن واقع هذا السرد فإن هذه التنظيمات والاتحادات تشكل نبض الشعب السوداني وتعطيلها بالطبع له تاثير في الحياة.
سنشهد الفارق الذي تحدثه عندما تبدأ نشاطها وستساهم في معركة الكرامة بصورة افعل وأكثر تنظيما ولعلها خطوة في الاتجاه الصحيح وكنا ننادي بها منذ وقت ولكن لأن تأتي متأخرا خيرا من أن لا تأتي.
وان كان من ملاحظة مهمة وتوصية للجان التحضيرية فلابد من التوجه إلى العضوية بالبرامج الاجتماعية وإعادة التأهيل والتدريب والحشد والتعبئة للمساهمة في معركة الكرامة الوطنية وتوفير منافذ توفير السلع الضرورية بتفعيل الجمعيات التعاونية واستنهاض الطاقات استعدادا لمعركة البناء والتعمير.