مقالات

تحرير الخرطوم : آثار الهزيمة والشكوك..

تحرير الخرطوم : آثار الهزيمة والشكوك..

هروب المليشيا المتمردة من مدينة صالحة آخر معاقلها فى ولاية الخرطوم احدث هزة عنيفة فى وسط قيادات المليشيا وجنودها ، فقد حشدت المليشيا الكثير من العتاد العسكري والذخائر والعربات القتالية ودفعت بمجموعات قتالية وتم احضار عدد كبير من المرتزقة الاجانب (وخاصة جنوب السودان) وخبراتهم فى المدفعية ، وكان هدف المليشيا التمسك بالمنطقة كإرتكاز متقدم فى ولاية الخرطوم ، لإحداث قلق دائم وتعكير الأمن وتأخير أى تحرك إلى كردفان..

وحدثت خلافات جدية بين عبدالرحمن جمعة بركة الله الذي تم تعيينه قائدا لقوات العدو فى ام درمان وبين قجة المنسحب من الجزيرة وجبل اولياء..

– لم يشارك النور قجة فى معارك صالحة يوم الثلاثاء 20 مايو 2025م ، فقد انسحب بقواته منذ مساء الاثنين 19 مايو 2025م ، أكثر من 50 عربة بتسليح قتالي (ثناي ورباعي و بي 10) ، وارتكز فى بارا..

– اذاع قجة أمس مقطع فيديو من 5 دقائق يتحدث عن (بيع القضية) ولم يفصح عن أى أسماء ، لكن وقائع اخرى اوضحت بعض الخفايا..

– واولها: رفض مبطن من القائد المليشي عبدالله الناعم لإرتكاز قوات قجة ببارا ، وتوتر الأوضاع بينهم..

– وثانياً: مقطع فيديو بثه ابوبكر يعقوب شقيق الهالك على يعقوب يتهم فيه صراحة عبدالرحمن جمعة بركة الله بأنه السبب فى انسحاب بقايا المليشيا مما أدى إلى خسائر كبيرة فى العناصر وترك العتاد العسكري والذخائر ، وقال أن (جمعة اسوأ قائد وأصبح أغنى رجل فى دارفور) ، واشار إلى أن جمعة اهمل الجنود (المريض لا يعالج ، والميت لا يدفن ، والجائع لا يأكل)..

– فى الاسبوع الماضي نشر عبدالرحمن جمعة بركة الله تسجيل صوتي عن ممارسات مجموعات من عناصر المليشيا ، واتهمهم بالسرقة والنهب وعدم القتال وكانت تلك إشارة إلى قوات قجة..

– وخلال الاسابيع الماضية كثرت احاديث ومقاطع فيديوهات تشكك فى قيادة جمعة ، مما أثار حفيظته..

– وانتهى الأمر إلى صراع حقيقي بين الجنرالات..

– مع اننا نعرف – تماماً – أن المليشيا المتمردة هزمت بفضل الله وبعزيمة الرجال واهل السودان كافة وبقتال جسور وتخطيط محكم وتنفيذ دقيق ، قدم فيه الجيش السوداني والفصائل المساندة له دروساً فى الثبات والفداء..

– وما تعرفه المليشيا أنها هزمت فى كل المحاور ، وان جحافل الفداء ماضية إلى حيث ملجأهم..

– وما يحدث الآن من ضجيج الميديا وسوق الاتهامات بينهم لإمتصاص صدمة الهزيمة والخيبة ، وإلقاء اللوم بعيداً عن الفاعل الرئيسي..

– و الاتهامات المبطنة فى الحقيقة مقصود بها حميدتى فى شخصه ، فهو صاحب القرار الأول والنهائي ، لا يستطيع جمعة أو عثمان عمليات أو حتى عبدالرحيم اتخاذ قرار لم يوافق عليه حميدتي ، الذي انسحب بشخصه وتبعته بقيت القوات..

– المليشيا التى كانت تهدد بالزحف على الخرطوم بعد حصار الأبيض ، اصبحت الآن في وضع متراجع ومعنويات منهارة.. وامامهم معركة واحدة ستكون قاصمة فى كردفان..

– حفظ الله البلاد والعباد..

ابراهيم الصديق علي

22 مايو 2025م

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى