سودانيون يقتحمون معسكرًا مصريًا طلبًا للنجاة
متابعات – النورس نيوز
في تطور إنساني خطير على الحدود السودانية المصرية، لجأ الآلاف من السودانيين إلى معسكر تابع للجيش المصري، بعد فرار جماعي من منطقة “المثلث الحدودي” التي اجتاحتها مليشيا الجنجويد مدعومة بقوات ليبية تتبع للجنرال خليفة حفتر، وفقًا لشهادات شهود عيان.
وبحسب ما أفاد به ناجون، فإن عدد الفارين يُقدّر بنحو عشرة آلاف شخص، معظمهم من عمال مناجم الذهب والتجار، اضطروا لقطع مسافة تزيد عن 30 كيلومترًا سيرًا على الأقدام في صحراء قاحلة، وسط ظروف بالغة القسوة، حيث لقي المئات منهم حتفهم بسبب الجوع والعطش خلال الرحلة.
ورغم تمكن الآلاف من الوصول إلى المعسكر المصري، إلا أن المعاناة لم تنتهِ، إذ واجهوا نقصًا حادًا في مياه الشرب، ما دفع إدارة المعسكر إلى تقنين الماء وتخصيص كوب واحد فقط لكل فرد يوميًا، مما تسبب في وفاة المزيد من النازحين بعد وصولهم.
شهادات الناجين كشفت عن مشاهد مأساوية من التعذيب والنهب والقتل، حيث ذكرت التقارير أن بعض المدنيين تعرضوا لهجمات وحشية من عناصر المليشيا، وتم التعرّف على بعضهم من خلال خلايا نائمة داخل المنطقة، واتُّهموا بالانتماء إلى جماعات معارضة أو جهوية، ما عرّضهم للضرب وحتى لمحاولات الإعدام.
وأكدت المصادر أن المليشيات المهاجمة استخدمت أسلحة ثقيلة وعربات قتالية متطورة، مما يشير إلى نوايا تتجاوز السيطرة على منطقة صغيرة، وسط تحذيرات من تصعيد إقليمي وشيك نتيجة هذه التحركات المسلحة.
في الوقت نفسه، تحاول السلطات المصرية نقل النازحين إلى مناطق أكثر أمانًا داخل الأراضي المصرية مثل أسوان، ومن ثم إلى معبر أرقين، في محاولة لإنقاذ ما تبقى من الناجين من هذه الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
