أخبار

تطورات مهمة في الأحداث بين السودان والإمارات

متابعات _ النورس نيوز

تطورات في الأحداث بين السودان والإمارات

الخرطوم – الخبر السوداني – 7 يونيو 2025

في تطور إقليمي يُثير القلق، تبرز ملامح تقارب سياسي غير معلن بين القاهرة وطهران، بدعم إماراتي صامت لكنه فعّال، وسط تساؤلات متزايدة حول تداعيات هذا التحالف الناشئ على الأمن القومي السوداني، وتحديدًا على موقف الجيش السوداني في خضم الصراع الدائر مع مليشيا الدعم السريع.

الإمارات: من شريك محتمل إلى خصم مباشر؟

بحسب مصادر سياسية وإعلامية متقاطعة، تتهم جهات سودانية رسمية وغير رسمية دولة الإمارات بلعب دور مزدوج في الأزمة السودانية، عبر دعم مليشيا الدعم السريع بالسلاح والتمويل والتغطية السياسية، في وقت يُتوقع فيه من دولة بحجم أبوظبي أن تلتزم الحياد أو تدعم استقرار الدولة الوطنية.

لكن التحول الأخطر، بحسب محللين، يتمثل في دعم أبوظبي لما يبدو أنه تقارب مدروس بين مصر وإيران، وهو ما يُعيد ترتيب التحالفات الإقليمية بطريقة قد تُضعف الموقف السوداني، وتُعزز من عزلة القيادة العسكرية السودانية في المحافل الدولية.

التهديد الإيراني المحتمل في البحر الأحمر

فتح قنوات تعاون جديدة بين مصر وإيران، إذا تم بدفع إماراتي، قد يُمهد الطريق لتمدد النفوذ الإيراني عبر شرق السودان والبحر الأحمر، وهي مناطق استراتيجية تعاني أصلًا من هشاشة أمنية وصراعات قبلية. ويخشى مراقبون من أن يُستغل هذا النفوذ الجديد لتوفير دعم عسكري ولوجستي غير مباشر للمليشيات المسلحة، كما حدث في ملفات مشابهة باليمن وسوريا والعراق.

ارتباك في الصف العربي؟

قد يؤدي هذا التحالف الناشئ إلى تفكيك التوافق العربي بشأن الملف السوداني، لا سيما أن السعودية وقطر تحتفظان بموقف داعم واضح للجيش السوداني، ما يجعل من أي تقارب مصري-إيراني مدعوم إماراتيًا عامل توتر محتمل داخل الصف العربي.

الضغط الاقتصادي يُغير حسابات القاهرة؟

ورغم الروابط الأمنية التاريخية بين القاهرة والخرطوم، يرى مراقبون أن الأوضاع الاقتصادية الضاغطة التي تمر بها مصر قد تدفعها لتقديم تنازلات مرحلية في ملفات حساسة. فالقاهرة تسعى إلى ضمان إمدادات نفطية واستثمارات خارجية، إلى جانب تحسين وضعها الإقليمي في ضوء تطورات الملف الفلسطيني، وهو ما قد يُفسر تليين موقفها تجاه إيران مقابل مكاسب اقتصادية.

رؤية استراتيجية مقترحة للجيش السوداني

في حال استمرار هذا المسار، يرى محللون أن على الجيش السوداني التحرك استراتيجيًا عبر:

  • تعزيز تحالفه مع السعودية وقطر والمؤسسات الشعبية داخل مصر.
  • كشف وتوثيق الأدوار السلبية للتحالف الإماراتي-الإيراني تجاه السودان.
  • التواصل المباشر مع روسيا والصين لإيجاد توازن دولي داعم في مجلس الأمن.
  • إعادة ترتيب وجوده العسكري والاستخباراتي في سواحل البحر الأحمر.

خلاصة الموقف:

التقارب المصري-الإيراني برعاية إماراتية ليس مجرد تطور دبلوماسي، بل تحوّل جيواستراتيجي يُهدد التوازن الإقليمي في القرن الأفريقي، ويضع السودان، وخاصة القوات المسلحة، في موقف صعب قد يُعيد رسم ملامح التحالفات في المنطقة. الرد السوداني في هذه المرحلة يجب أن يكون وطنيًا، سياديًا، قائمًا على الفعل السياسي والدبلوماسي الواعي لا على ردود الأفعال.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى