بعد هجمات الطائرات المسيّرة.. صادرات نفط جنوب السودان مهددة بالتوقف الكامل
متابعات – النورس نيوز

بعد هجمات الطائرات المسيّرة.. صادرات نفط جنوب السودان مهددة بالتوقف الكامل
متابعات – النورس نيوز – اتهامات متبادلة وتصعيد اقتصادي يلوح في الأفق بين السودان وجنوب السودان، بعد إعلان الحكومة السودانية عن احتمال إيقاف صادرات النفط الجنوبي عبر أراضيها، بحجة الهجمات المتكررة التي تنفذها قوات الدعم السريع.
لكن في المقابل، يشكك مسؤولون في جوبا في النوايا الحقيقية لهذا التحرك، مرجحين أن الخرطوم تسعى لاستخدام التهديدات الأمنية كورقة ضغط لدفع جنوب السودان إلى رفع رسوم عبور النفط، التي تمثل مصدرًا حيويًا لعائدات الحكومة السودانية في ظل الحرب المستمرة منذ عامين.
وجاء في رسالة رسمية من وزارة الطاقة والنفط السودانية إلى نظيرتها في جنوب السودان أن طائرات مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع استهدفت في 8 و9 مايو محطة ضخ ومستودع وقود، ما تسبب في أضرار فنية تهدد بتوقف كامل لعمليات تصدير النفط عبر ميناء بورتسودان.
كما نبهت الرسالة إلى أن الهجمات على محطات الكهرباء الفرعية أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي في المحطات البحرية، مما عرقل تحميل الخام في الموانئ، إلى جانب تهديدات بانقطاع إمدادات الوقود اللازمة لتشغيل الأنظمة الحيوية.
وتعتمد دولة جنوب السودان، التي لا تملك منفذًا بحريًا منذ انفصالها عام 2011، على البنية التحتية السودانية لنقل وتكرير وتصدير نفطها الخام، والذي يُقدّر حاليًا بحوالي 110 آلاف برميل يوميًا.
ويعتقد مراقبون أن الخرطوم تسعى لتوجيه رسالة مزدوجة: أولًا لجوبا، لحثها على تقديم تنازلات مالية في رسوم العبور؛ وثانيًا للمجتمع الإقليمي والدولي، بأن استمرار هجمات الدعم السريع لا يؤثر فقط على السودان، بل يمتد ليهدد مصالح دول الجوار كذلك.
وأكد مستشار فني بوزارة البترول في جنوب السودان لموقع “سودان تربيون” – طالبًا عدم كشف اسمه – أن الرسالة السودانية وصلت يوم الجمعة 9 مايو، وهو يوم عطلة رسمية، متوقعًا صدور رد رسمي يوم الإثنين التالي بعد دراسة محتواها.
وتشير التقارير إلى أن الحرب الجارية منذ أبريل 2023 أنهكت قدرات الجيش السوداني، ما دفعه للبحث عن موارد مالية بديلة لتمويل عملياته، في وقتٍ تتزايد فيه الضربات المؤثرة التي تنفذها قوات الدعم السريع بالطائرات المسيّرة على أهداف حيوية مثل ميناء بورتسودان والمطار المدني ومستودعات الوقود.
وبات واضحًا أن الصراع على الأرض يتمدد إلى ساحة الضغط الاقتصادي، وسط مخاوف من دخول ملف النفط في أتون حرب مفتوحة قد تهدد استقرار المنطقة بأسرها.