جناح السودان يتألق في معرض الفلاحة الدولي بمكناس ويستقطب اهتمام الزوار والمستثمرين
متابعات _ النورس نيوز _ مكناس – حظي جناح السودان في الدورة السابعة عشرة لمعرض الفلاحة الدولي بمدينة مكناس المغربية، الذي افتُتحت فعالياته صباح الإثنين، بإقبال لافت واهتمام كبير من الزوار والمشاركين من مختلف الجنسيات، في مشهد يعكس تصاعد الاهتمام العالمي بالمنتجات الزراعية السودانية والفرص الاستثمارية الواعدة التي توفرها البلاد في هذا القطاع الحيوي.
وقد تجمّع عدد كبير من الزوار المغاربة والأجانب حول الجناح السوداني، حيث أبدوا إعجابهم بالتنوع والغنى الذي تقدمه المنتجات السودانية المعروضة، والتي شملت محاصيل زراعية، ومنتجات عضوية، وزيوت طبيعية، إضافة إلى عرض معلومات غنية عن الموارد الطبيعية والبنية الزراعية في السودان.
وأشاد الحضور بجودة المعروضات ومطابقتها للمعايير الدولية، مما فتح نقاشات مثمرة بين رجال أعمال وممثلين عن مؤسسات زراعية، ومسؤولين حكوميين سودانيين بشأن إمكانية فتح قنوات تعاون تجاري وزراعي مع السودان، والدخول في شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص السوداني، خاصة في ظل توفّر الأراضي الخصبة والمياه والموارد البشرية.
من جهتهم، أبدى عدد من المستثمرين رغبتهم في استيراد سلع زراعية سودانية، مثل السمسم والفول السوداني والصمغ العربي والقطن، لما تتمتع به من جودة عالية وطلب متزايد في الأسواق العالمية. كما عبّر آخرون عن اهتمامهم بالاستثمار في مجالات الزراعة المطرية والعضوية، لما تمثله من فرصة مستقبلية في ظل التحولات المناخية وتغير السياسات الغذائية على مستوى العالم.
ويُعد جناح السودان لهذا العام من أبرز الأجنحة المشاركة في المعرض من حيث التفاعل والزخم، وقد تم تصميمه وتنفيذه بإشراف مباشر من سفارة جمهورية السودان بالمملكة المغربية، في إطار جهودها الرامية إلى تعزيز حضور السودان في المحافل الاقتصادية الدولية، والتعريف بإمكاناته الزراعية ومجالات التعاون الممكنة مع الأشقاء في المغرب وبقية الدول المشاركة.
وتحرص السفارة السودانية بالرباط على تقديم صورة متكاملة عن السودان كوجهة استثمارية واعدة، خاصة في مجال الزراعة والصناعات التحويلية، وذلك من خلال تقديم مطبوعات، وأفلام تعريفية، ولقاءات مباشرة بين ممثلي المؤسسات السودانية والمهتمين من الوفود الرسمية ورجال الأعمال.
ويُشار إلى أن معرض الفلاحة الدولي بمكناس يُعد من أبرز التظاهرات الزراعية في القارة الإفريقية، ويشارك فيه هذا العام أكثر من 70 دولة، ويضم أجنحة متنوعة تعرض أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الزراعية، فضلاً عن المنتجات المحلية والتقليدية لمختلف البلدان، مما يجعله منصة مهمة للتبادل التجاري والتعاون بين الفاعلين في القطاع الزراعي.
ويأتي الحضور السوداني المميز هذا العام في وقت تسعى فيه الحكومة السودانية، رغم التحديات، إلى تعزيز صادراتها غير النفطية، وعلى رأسها المنتجات الزراعية، وفتح أسواق جديدة للسلع الوطنية من خلال الحضور الفعّال في المعارض الدولية واستقطاب رؤوس الأموال للاستثمار في المشروعات الزراعية الكبرى.
ومن المتوقع أن تثمر المشاركات والنقاشات الجارية في معرض مكناس عن توقيع مذكرات تفاهم أولية مع عدد من الجهات الاستثمارية، تمهيداً لعقد شراكات مباشرة خلال الفترة المقبلة، خاصة في المجالات المتعلقة بتصدير المنتجات السودانية للأسواق المغاربية والأوروبية، والاستفادة من الخبرات الفنية والتقنيات الحديثة في تطوير الزراعة بالسودان.
واعتبر مراقبون هذا الحضور رسالة إيجابية عن قدرة السودان على استعادة مكانته الاقتصادية على الساحة الدولية، من بوابة الزراعة، التي تظل واحدة من أهم قطاعات الإنتاج التي تراهن عليها البلاد للنهوض بالاقتصاد الوطني وتحقيق الأمن الغذائي.
