
والي الخرطوم ينزل الستار ويكشف عن الوجه الجديد
متابعات _ النورس نيوز _ الخرطوم – في خطوة تهدف إلى إعادة الاستقرار والتنظيم للعاصمة السودانية، أعلن والي ولاية الخرطوم، أحمد عثمان حمزة، عن رؤية شاملة لتنظيم النشاط التجاري في الأسواق العامة، وذلك عقب تحرير الولاية من قبضة المليشيا وعودة السيطرة الكاملة للدولة.
وخلال جولة ميدانية شملت عدداً من المناطق الحيوية في وسط وشرق الخرطوم وكذلك السوق المحلي والمركزي بجنوب الولاية، أوضح الوالي أن الرؤية الجديدة تستهدف منع الأنشطة العشوائية، وتنظيم الأسواق وفقاً للمعايير العالمية، بما يضمن سهولة التسوق للمواطن ويعزز من الوجه الحضاري للعاصمة.
الوالي أشار إلى أن هذه الجهود تأتي ضمن خطة الولاية لإعادة الحياة لطبيعتها، مؤكداً أن الخرطوم باتت خالية من التمرد بعد دحر بقايا المليشيا المسلحة، وأن الوقت قد حان للتركيز على إعادة الإعمار والتنمية.
ورغم هذه الخطوة، قوبلت عودة النشاط التجاري في شوارع العاصمة بانتقادات حادة من عدد من المواطنين والمختصين، الذين أعربوا عن قلقهم إزاء انتشار الباعة الجائلين والرواكيب بشكل غير منظم، محذرين من أن ذلك قد يعيق عملية إعادة الترتيب والتنظيم، وطالبوا باستغلال هذه المرحلة لإعادة تأهيل الأسواق وفق رؤية تخطيطية مدروسة.
وأشار حمزة إلى أن الشركات المتخصصة التي تم التعاقد معها تمكنت في وقت وجيز من إزالة الأنقاض ومخلفات الحرب التي شوهت ملامح المدينة، مضيفاً أن المرحلة المقبلة ستشهد تركيب إنارة تعمل بالطاقة الشمسية في الطرق والمرافق العامة، إلى جانب إعادة تشغيل خدمات المياه والكهرباء والصرف الصحي تدريجياً.
وفي لقائه مع عدد من تجار السوق المحلي، أثنى والي الخرطوم على عودة الأنشطة التجارية، واصفاً إياها بخطوة مهمة في سبيل تحريك عجلة الاقتصاد المحلي وتشجيع المواطنين على العودة إلى مناطقهم، مؤكداً حرص الحكومة على دعم ومساندة التجار المتضررين من الحرب من خلال تسهيلات خاصة.
كما كشف عن توجيهات صادرة إلى الأجهزة الأمنية بضرورة الانتشار المكثف في جميع أنحاء الولاية، وإعادة فتح أقسام الشرطة لتعزيز هيبة الدولة وحماية الأسواق، مشدداً على أن فرض سيادة القانون هو ركيزة أساسية في جهود التعافي وإعادة البناء.
الوالي شدد أيضاً على أهمية تسريع عمل الشركات المكلفة بإزالة هياكل السيارات المحترقة والنفايات المتراكمة وكنس الأتربة، باعتبارها مرحلة تأسيسية ضرورية قبل الانتقال إلى خطط التطوير الحضرية.
يأتي ذلك في ظل آمال متزايدة لدى المواطنين بعودة الخرطوم إلى سابق عهدها، كعاصمة منظمة وآمنة تتسع لأنشطتها التجارية والخدمية دون فوضى، في وقت تعكف فيه حكومة الولاية على وضع سياسات جديدة تسهم في إرساء بيئة حضرية صحية وجاذبة للاستثمار.