الفاشر …اقتربت ساعة الحسم وفك الحصار!
تقرير اخباري: أبو نبراس
على وقع المعارك ضارية والهزائم المتسارعة التي لحقت مليشيا الدعم السريع الارهابية زاد إهتمامها بمدينة الفاشر التاريخية حاضرة ولاية شمال دارفور، وقد تعرضت الفاشر لخوالي “200” محاولة هجوم من قبل مليشيا الدعم السريع جميعها باء بالفشل، وحذر خبرء من سقوطها في يد المليشيا وذلك باعتبار سقوطها يكمل السيطرة على دارفور. مؤكدين ان معركة فك الحصار عن الفاشر مرحلة كسر عظم المليشيا وكل مخططاتها ومخططات داعميها الإقليمين وان التفريط فيها يعد إنعاش وبث الروح في القوات المتهالكة للمليشيا.
وطالبت الحكومة السّودانيّة، الأمم المتحدة بالتّدخل عبر طائراتها وناقلاتها وتحت ديباجتها، لإنقاذ حياة مواطني الفاشر.
إنقاذ مواطنين…
أعلن المتحدّث باسم الحكومة السّودانيّة ووزير الإعلام السّوداني خالد الأعيسر، في تصريح، أنّ “الحكومة السّودانيّة طالبت الأمم المتحدة بالتّدخل عبر طائراتها وناقلاتها وتحت ديباجتها، لإنقاذ حياة مواطني الفاشر والمناطق المجاورة لها” في ولاية شمال دارفور، موضحًا أنّ “الحكومة طالبت مندوبي الأمم المتّحدة برصد جميع جرائم “مليشيا الدّعم السّريع” بحق المواطنين، بما في ذلك القصف والحصار، ورفعها إلى الجهات الأمميّة المعنيّة”.
وكان عضو مجلس السّيادة السّوداني الفريق مهندس بحري إبراهيم جابر عقد لقاءًا مع وفد من الأمم المتحدة برئاسة نائب الممثّل المقيم للشّؤون الإنسانيّة كريستينا هامبورك السّبت، حضره وزير الإعلام ووكيل وزارة الخارجيّة ومفوّض العون الإنساني بالإنابة. ودعا جابر ممثّلي وكالات الأمم المتّحدة في السودان إلى ممارسة مزيد من الضّغوط على “قوّات الدّعم السّريع” لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانيّة إلى مخيّمات النّزوح حول الفاشر
.
بدورها، أبدت هامبورك استعداد الأمم المتّحدة لتقديم مقترح يعرض على جميع الجهات، بما يمكّن من المساهمة في معالجة الأوضاع الإنسانيّة المعقّدة في الفاشر وزمزم.
ويخشى أن يؤدّي شحّ السّلع وارتفاع أسعارها في الفاشر والمناطق المحيطة بها، نتيجة لحصار تفرضه “قوّات الدّعم السّريع” على المنطقة منذ قرابة العام، قبل أن تشدّده في الفترة الأخيرة، إلى وفاة مئات المدنيّين جوعًا.
رمز دارفور….
ووفق الخبير العسكري اللواء ركن متقاعد عبدالغني عبدالفراج يؤكد لـ”النورس” أن أهمية مدينه الفاشر تنبع من انها تمثل الرمز دارفور الكبرى وانها كانت عصية على المليشيا حيث تعرض لأكثر من 200 هجوم جميعا فشل لصمود واستبسال القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى والمشتركة والمستفرين.
ويشرح عبدالغني ان المليشيا استطاعت السيطرت على كل الفرق في نيالا الضعين و الجنينة ولعبت الادارة الاهلية وحواضن الجنجويد الدور الأكبر في ذلك.
عقدة مستعصية….
ويرى عبدالغني ان الفاشر تمثل عقدة مستعصية للمليشيا حيث فشلت طيلة عامين من فك طلاسَمها وكم من متحرك قاده دقلو بنفسه وهرب وضاف، الفاشر “كملت الاشاوس” إذ ان كل القيادات الصلبة لقيت حتفها بالفاشر ومن تبقى منها هرب.
وأشار إلى تدمير احد متحركات المليشيا ضمن خطة فك الحصار ويؤكد ان نهاية الشهر الجاري تشهد تدمير ما تبقى من مليشيا، بمشاركة القوات المسلحة والقوات المشتركة وكل القوات المساندة لجهة أن معركة فك الحصار عن الفاشر مرحلة كسر عظم المليشيا وكل مخططاتها ومخططات داعميها الإقليمين وان التفريط فيها يعد إنعاش وبث الروح في القوات المتهالكة للمليشيا.
توازن عسكري…..
المحلل السياسي مجدي عبدالقيوم يقول تعتبر مدينة الفاشر التاريخية مركز إقليم دارفور ولها بعد ثقافي حضاري يرتبط بمكونات الاقليم كموقع جغرافي فضلا عن انها أقرب نقطة من الولاية الشمالية.
وبحسب عبدالقيوم في إفادة لـ”النورس” ان مليشيا الدعم السريع تهتم بمدينة الفاشر التاريخية بعد الهزائم المتتالية التي تلقتها في سنار والجزيرة والخرطوم من أجل التوازن عسكريا واستعادة الروح المعنوية التي تعالج آثار الهزيمة القاسية التي لحقت بها.
وأضاف أنها تمثل تحديا للمليشيا لأنها آخر الحواضن التي لم تستطع السيطرة عليها لجهة أن معركة الفاشر معركة وجود بالنسبة للدعم السريع بعد خسارته الكبيرة لكل المناطق التي كان يسيطر عليها.
وتابع: لا أعتقد أن المليشيا تهدف من السيطرة على الفاشر إلى كسب يمكنها من التفاوض باسم دارفور فهذا الحديث لا يتطابق مع تركيبة دارفور الاثنية ولا مع واقع مليشيا تحشد المرتزقة من أمريكا الجنوبية.
مقبرة جنجويد…
فيما قال القيادي بالتيار الوطني نور الدين صلاح الدين “إلى جميع المهمومين بأمر مدينة فاشر السلطان آداب العاصي ومقبرة الجنجويد،وتابع نطمئنكم أن مدينتكم الصامدة عصية وستظل كذلك على الجنجويد ومرتزقتهم وكفلائهم الداعمين لهم بعزيمة وإرادة قواتكم الباسلة بجميع تشكيلاتها داخل المدينة، والجميع على أهبة الإستعداد لدحر وحسم أي محاولة إنتحار من عصابات المليشيا للتسلل او التوغل إلى داخل المدينة.
وبحسب نور الدين ان الأوضاع هادئة تماماً بكافة محاور المدينة وتحت السيطرة الكاملة للقوات المسلحة.
هروب من الميدان….
حذر سكرتير تنسيقية القوى الوطنية د. محمد إسماعيل زيرو من سقوط الفاشر وقال لـ”النورس” إن سقوط الفاشر يعني سقوط دارفور.
وأضاف المليشيا متمسكة بالفاشر من أجل السيطرة عليها وإعلانها عاصمة لدولتها المزعومة ولكن صمود القوات المسلحة والقوى المساندة لها حالت دون ذلك.
وتابع: المليشيا تسعى للبحث عن هوية بعد فقدانها سنار والجزيرة والخرطوم، وهروب جنودها من ميادين القتال.
وقد هربت أعداد كبيرة من قوات المليشيا من ميادين القتال وذلك وفق تصريحات قائد ثاني هذه القوات، اعترف دقلو ضمنيًا بفقدان السيطرة على عناصر قواته، بإشارته في خطاب سابق إلى أن العديد منهم هربوا من القتال، مطالبا إياهم بالعودة خلال ساعات ومحذرا المخالفين بالإبعاد والمحاكمة، كما اتهم بعضهم بالركون والجلوس في البيوت مع أمهاتهم وأخواتهم.
ووجه تحذيرات للضباط والجنود الذين يبيعون الأسلحة والذخائر، ما يؤكد عدم قدرة المليشيا على السيطرة على عناصرها وضعف الانضباط العسكري لديهم.
