
لجان المقاومة تخرج عن صمتها
متابعات – النورس نيوز _ في بيان ناري يعكس تصاعد الغضب الشعبي داخل مدينة الفاشر المحاصرة، أعلنت تنسيقية لجان المقاومة بالمدينة أن قوات الدعم السريع كثّفت قصفها المدفعي وحفرت خنادق عسكرية حول المدينة، متهمة إياها بشن أكثر من 215 هجومًا مباشرًا منذ بداية الحصار، في ظل تجاهل متواصل للدعوات الدولية والإنسانية لوقف إطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات.
وقالت التنسيقية في بيان حاد اللهجة صدر اليوم الثلاثاء، إن الوضع في الفاشر بلغ مرحلة لا يمكن معها التعويل على “البيانات الدولية ولا الدعوات اللفظية”، مضيفة: “فك الحصار عن الفاشر لن يتم عبر ورقة هدنة توقّع من جانب المليشيا، بل يأتي بالقوة”، معتبرة أن السلام لا يُرجى “ممن يتخذ القتل وسيلة ولا هدنة تُنتظر ممن لا يحترم حياة المدنيين”.
ووصفت لجان المقاومة الأوضاع في المدينة بـ”الكارثية”، مع تصاعد القصف الذي يستهدف الأحياء السكنية، مشيرة إلى أن الدعم السريع يستخدم تكتيكات عسكرية تشمل حفر الخنادق والتمركز قرب المناطق المأهولة، ما يُعرض المدنيين لخطر دائم ويجعل إيصال المساعدات الإنسانية أمرًا بالغ الصعوبة.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه المدينة توترًا غير مسبوق، مع اقتراب قوات الدعم السريع من محيط قيادة الفرقة السادسة مشاة، وسط مقاومة شرسة من الجيش السوداني والقوات المشتركة، وتحذيرات منظمات دولية من انهيار الوضع الإنساني بالكامل إذا استمر القتال على هذا النحو.
ويثير تصعيد لهجة لجان المقاومة المخاوف من انزلاق المدينة إلى حرب شوارع شاملة، خاصة في ظل غياب مسار تفاوضي واضح، وفشل كل محاولات التهدئة السابقة. حيث ترى لجان المقاومة أن ما يحدث ليس مجرد حصار عسكري بل “محاولة ممنهجة لتركيع المدينة”، بحسب وصف البيان.
كما شددت التنسيقية على أن سكان الفاشر لن يقفوا مكتوفي الأيدي، وأكدت أن ما وصفته بـ”المقاومة المدنية والوعي الشعبي” سيكون لهما الكلمة الفصل في مواجهة الهجمة، في ظل ما وصفته بـ”الصمت الإقليمي والدولي المخجل” تجاه ما يتعرض له المدنيون في شمال دارفور.
ورغم صدور العديد من الدعوات من الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى تدعو لوقف إطلاق النار في الفاشر، لم تُترجم أي من هذه النداءات إلى واقع على الأرض، بينما يستمر التصعيد، ويزداد الوضع الإنساني تدهورًا مع ندرة الغذاء والماء والدواء.
وتبقى الفاشر، آخر كبرى مدن دارفور خارج سيطرة الدعم السريع، ساحة اختبار حقيقي لقدرة القوات المسلحة السودانية على الصمود، ولقوة الإرادة الشعبية في مواجهة الحصار والمأساة.