
انفجار قادم…مصدر يكشف خلفيات زيارة دقلو إلى جنوب السودان
متابعات _ النورس نيوز _ في توقيت بالغ الحساسية، سجل قائد ثاني قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو زيارة سرية ومفاجئة إلى جمهورية جنوب السودان، وسط تكتم رسمي من الطرفين، ما فتح الباب واسعًا أمام التساؤلات حول أهدافها الحقيقية، والتداعيات المحتملة لهذا التحرك الذي يأتي في ظل اشتباكات متفرقة شهدتها الحدود المشتركة.
مصادر مطلعة أفادت بأن الزيارة لم تكن بروتوكولية أو معلنة، بل جاءت على خلفية توتر أمني متصاعد بعد وقوع اشتباكات مباشرة بين عناصر من الدعم السريع المنتشرين داخل أراضي جنوب السودان، ووحدات من الجيش الشعبي، وهو ما دفع السلطات في جوبا إلى استدعاء قيادات ميدانية وطلب توضيحات عاجلة بشأن وجود هذه القوات على أراضيها.
وبحسب ما رشح من كواليس اللقاءات المغلقة، فإن عبد الرحيم دقلو تعهد خلال زيارته بضبط تحركات قواته المنتشرة في المناطق الحدودية ومنع أي احتكاك مع القوات النظامية لجنوب السودان، في محاولة لاحتواء الموقف الذي كاد ينزلق إلى تصعيد أمني واسع. كما وعد بالتنسيق لضبط حركة القوات داخل الجنوب، والتعامل مع العناصر المخالفة بحزم، وهو ما اعتبرته جوبا خطوة أولية غير كافية.
في المقابل، شددت قيادات عسكرية رفيعة في الجيش الشعبي لتحرير السودان على ضرورة إبعاد قوات الدعم السريع كلياً من المناطق الحدودية، مع اقتراح تجميعها في معسكرات مراقبة أو ترحيلها فورًا إلى الأراضي السودانية، باعتبار وجودها مصدرًا دائمًا للتوتر، وخرقًا غير معلن للسيادة.
ويأتي هذا الحراك في وقت تشهد فيه العلاقات بين الخرطوم وجوبا حالة من الفتور وعدم الوضوح، وسط اتهامات متبادلة حول التواطؤ أو التغاضي عن تحركات بعض الفصائل المسلحة العابرة للحدود، ما يثير المخاوف من تحوّل جنوب السودان إلى ساحة خلفية لصراع النفوذ بين المكونات العسكرية السودانية المتصارعة.
الزيارة كذلك تزامنت مع تقارير دولية عن تحركات لقوات الدعم السريع في عدة مناطق خارج السودان، وهو ما أثار قلقًا إقليميًا متزايدًا بشأن تمدد الصراع وتهديد الاستقرار الحدودي، خصوصًا في ظل الحديث عن تنسيقات غير رسمية تجريها بعض قيادات الدعم السريع مع مجموعات في الجنوب.
ويرى مراقبون أن تحرك عبد الرحيم دقلو إلى جوبا بهذه السرعة وبهذا الشكل السري يشير إلى حجم الضغط الذي تواجهه قواته، ومحاولته تفادي مواجهة دبلوماسية علنية قد تفتح عليه جبهة جديدة في توقيت حرج، بينما يواجه في الداخل ضغوطًا عسكرية من الجيش السوداني، وأخرى سياسية تتعلق بملفات حقوق الإنسان والانتهاكات.
وبالرغم من محاولة قيادات الدعم السريع تبرير وجود قواتها في الجنوب بكونها “مجموعات فرّت من مناطق القتال داخل السودان وتجمعت مؤقتًا”، إلا أن قيادة الجيش الشعبي طالبت بتسوية واضحة تشمل سحب هذه القوات أو التعامل معها وفقًا لقوانين الحدود الدولية، مشددة على أن “سيادة الجنوب خط أحمر”.
ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة تحركات دبلوماسية مكثفة، سواء من قبل بعثة الأمم المتحدة في جوبا أو من قِبل وسطاء إقليميين، لاحتواء الموقف ومنع انزلاقه إلى مواجهة مباشرة بين الطرفين، قد تفتح بابًا واسعًا لتعقيدات جديدة في إقليم مضطرب بطبعه.
وفي ظل التعتيم الرسمي على تفاصيل الزيارة، تظل التساؤلات قائمة حول ما إذا كانت جوبا قد حصلت على ضمانات حقيقية من دقلو، أم أن الزيارة كانت مجرد محاولة امتصاص غضب مؤقت حتى تمر العاصفة. الإجابة ستتضح على الأرض… في حال التزمت قوات الدعم السريع بخطوط التهدئة، أو قررت مواصلة التمدد بصمت خارج الحدود.