عاجل | تدهور أمني على الحدود السودانية مع إفريقيا الوسطى
متابعات _ النورس نيوز _ يشهد الشريط الحدودي بين السودان وجمهورية إفريقيا الوسطى توترًا أمنيًا متصاعدًا، عقب مقتل ثلاثة مواطنين سودانيين برصاص مسلحين مجهولين داخل الأراضي الإفريقية، أثناء توجههم إلى بلدة “ترفيله” بمحافظة “براو” القريبة من منطقة “أمدافوق” الحدودية. الجريمة الدموية أثارت موجة غضب عارمة في أوساط الأهالي، وأطلقت شرارة تصعيد قبلي يهدد بالامتداد عبر الحدود.
ووفقًا لشهادات ميدانية، بدأت حشود من السكان المحليين في أمدافوق والمناطق المجاورة تتجمع استعدادًا لما وصفه البعض بـ”رد ثأري”، في ظل اتهامات موجهة لسكان منطقة ترفيله بالضلوع في الجريمة. وفي المقابل، أدى تصاعد التهديدات إلى نزوح جماعي لأفراد من قبيلة الكارا من أمدافوق، وسط مخاوف من عمليات انتقام تستهدفهم بسبب الاشتباه في ارتباطهم بالمشتبه بهم.
شقيق أحد الضحايا، خالد الحسين، روى تفاصيل العثور على جثامين القتلى داخل بلدة ترفيله، مؤكدًا أن الضحايا اختفوا لساعات قبل أن تكشف الإدارات الأهلية عن مصيرهم في مشهد مأساوي هز المنطقة بأكملها.
وتأتي هذه الحادثة في سياق سلسلة من أعمال العنف التي تشهدها المنطقة الحدودية، إذ سُجل قبل أيام مقتل عدد من السودانيين في بلدة بيراو إثر عملية نهب مسلح، ما يعكس حالة انفلات أمني خطيرة. وفي مطلع يونيو، لقي خمسة سودانيين مصرعهم وجُرح آخرون في هجوم بمنطقة “إنجليز”، ما يؤكد أن المنطقة باتت نقطة اشتعال دائمة بلا رادع قانوني واضح.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 38 ألف لاجئ سوداني فروا إلى إفريقيا الوسطى، وسط موجة نزوح شاملة شملت ملايين السودانيين. إلا أن استمرار الانفلات الأمني في تلك المناطق يضعهم أمام خطر دائم، ويثير تساؤلات حول مدى قدرة الحكومات على حماية المدنيين.
وفي ظل هذه التطورات، دعا ناشطون ومراقبون إلى تدخل عاجل من قبل السلطات السودانية بالتنسيق مع حكومة إفريقيا الوسطى، لضمان عدم انزلاق الأوضاع نحو صراع قبلي مفتوح يصعب احتواؤه، ولضمان محاسبة المتورطين في الجرائم التي تمس الأرواح وتزعزع أمن الحدود.
