
امريكا… الديان لايموت
*د عاصم محمود عبدالقادر*
تنتظم هذه الأيام تظاهرات عارمة في ولاية لوس انجلوس الامريكيه تطالب بشكل قاطع إسقاط ترمب الرئيس المنتخب للتو والذي مثل اكبر انموزج لتصديق كتاب نظام التفاهة للعالم *الآن دونو* صاحب النظرية والذي أكد بأن التافهون هم الذين يقودون العالم ولا مجال للمثالية في عالم اليوم والمستقبل القريب.
تربع الرجل على عرش امريكا أعظم دولة في العالم وراعية الديمقراطية والمساواة والقانون جزافا أمريكا التي تدير العالم قطبا أحاديا لا يكترث لسيادة الدول ودمارها ولا للدماء ولا الأشلاء أمريكا التي تصدر قرارات ولوائح تقعد بها الدول والقادة أمريكا التي دمرت العراق بفرية الأسلحة الكيميائية وامريكا التي أشعلت الربيع العربي واغرقت بلاد العرب والمسلمين بالفوضى الخلاقة وأثارت الشعوب ضد حكامهم ، أمريكا التي أشعلت وفرتقت اليمن وليبيا وسورية والسودان أمريكا التي سكتت على فظائع غزة ليل نهار أمريكا التي تؤيد اسرائيل على القتل والسحل للفلسطينيين ، امريكا التي تفرض حصارا مطبقا على السودان منذ أكثر من ثلاثون عاما.
ثم جاء فرعون امريكا عاع ليذل الحكام العرب ويأخذ منهم العطايا والمزايا والجزية وهم صاغرون ويتبجح فيها في بهو وعنفوان السلطة المطلقة ، يجوب بلاد العرب ويحي ويميت فيها .
يسقط اليوم الموديل المهجن من الديمقراطية الحديثة الجوفاء في عقر داره وتجتاح المظاهرات أمريكا المنزهة عن الفوضى وتضرب الشرطة والجيش المتظاهرين بيد من حديد دون مراعاة للحريات والحقوق الأساسية التي تنص عليها الاتفاقيات والمواثيق الدولية وينفرط العقد وتتدفق الأمواج البشرية في الطرقات وتنهب المتاجر!!!
ولطالما أن هناك خالق لهذا الكون ومدبر أمره ومن صفات واسماءه الحسنى العدل فهنيئا لكل الذين يعتقدون في امريكا الديمقراطية والقوة العظمى التي لا تقهر هنيئا لهم بهذا الانموزج عديم الاخلاق ، ومن النمازج التاريخية لنهايات التسلط ما حدث للملك النمرود مات ببعوضه استقرت في منخاره وظلت تنهش فيه اربعمائة سنه حتى مات وظل يلطم وجهه بنفسه بالمرازب!!!
والحقيقة أن أمريكا انهارت اقتصاديا منذ وقت ليس بالقصير فقد أعلنت عدد من البنوك إفلاسها قبل أعوام واعتمدت على روافع غير حقيقية ، تبع ذلك الحملات الانتخابية المحمومة بين ترامب ومنافسيه والرجل اعتمد على غير معهوده حذر منها المراقبون أنها ستؤدي إلى انهيار الفيدرالية الأمريكية كما أن هناك اتهام بأن ترمب سلوكه فاشي ، وفوق هذا وذاك فإن دماء أهل غزة وتصريحات ترمب بشأنها تلوح في الأفق فالبر لا يبلى والاثم لا ينسى والديان لايموت فكن كما شئت فكما تدين تدان.