
*حمدوك وكامل…. الفاصل بينهما برزخ الوطنية*
*د عاصم محمود عبدالقادر*
المواطن السوداني حصيف ويجيد التحليل والمقارنات والمقاربات حيث ظل يحكي عن انجازات النميري وعبود وازهري ويحن إلى الماضي بالطبيعة السايكلوجية والمزاج المطبوع عليه ، وما أن ينقضي عهد إلا وتجد سدنته في سرادق العزاء الافتراضي يجترون الانجازات ويعضون الانامل ندما وجزعا على ضياع الفرصة والمناسبة ، وبذا يعيد التاريخ نفسه بين فترة حكم وأخرى.
إلا أن الوضع في حالة ائتلاف قحت الهلامي فإن الشعب قال كلمته وعقد المقارنه البسيطة بعد أن زالت السكرة وبقيت الفكرة وصدح بعضهم يا حليل الكيزان وعقدت مقارنات شفافة من ناشطي قحت البائدة ولكن هيهات بعد ما فات كل شيء ، ولعل الوقت مبكرا للمقارنة ولكن من واقع المعطيات الأولية يتضح الفرق بين صنم العجوة المؤسس حمدوك الذي صنعت له رمزية زائفة وتم تسويقه لدى الناشطين حتى ظننا أن بيده عصا موسى إلا أنه سرعان ما انكشف زيف صناعة المنظمات الدولية واصطدم الرجل بواقع الحياة اليومية للحكم وقديما قيل الحكم عايز ضهر وسهر وقهر الا أن صديقنا حمدوك وقف على قارعة الطريق حتى تبين للجميع أن الرجل عبارة عن مكنة رش ضبابي عابرة هيجت الناموس وازكمت الانوف وانقضى دخانها بين طيات الأفق ولم تظهر منها نقطة ضوء في نهاية النفق!!!
حتى اذا جاءت الحرب هام حمدوك ومعاونيه على وجوههم ووقفو في الخانة الخطأ تارة تقدم وأخرى حكومة افتراضية بحجم خيال المآته ولعل بداية عداد المقارنات بدأ بين دكتور حمدوك ودكتور كامل ادريس منذ أن أطل الاخير على الشعب السوداني بسجدة شكر لله وآيات من الذكر الحكيم والاطلالة الثانية عندما لخص اهم تحدياته ومشاغل حكومته الأمر الذي ذكره حمدوك في الرياض أمام الجالية السودانية عندما ذكر أنه في انتظار الحرية والتغيير لتمده ببرنامج العمل ولكن لقاهم ما عندهم حاجة!!!!! فلا المؤسس يمتلك رؤية ولا شتات قحت البائدة ، ثم أطل كامل في صلاة العيد في مركز إيواء النازحين ولم ننعم برؤية حمدوك في مصلى حتى غادر كرسي السلطة ، نعم هذه التصرفات والأحداث بسيطة في مظهرها ولكنها عميقة في مخاطبة وجدان الإنسان السوداني الذي اذا اطمئن إلى المسئول ووجده يتسق مع مزاجه خضع إليه بالتأييد والنصرة ولعل قحت كانت روبوت متكامل ولم يكن لديها عقل سياسي جمعي يدير العمل السياسي ويدبر لها حالها لذا ذهبت أدراج الرياح ولم يبق منها سوى ذكريات أليمة وواقع أكثر ايلام.
ولعل التركة المثقلة التي خلفها حمدوك لا تقل عن تندل النفايات الذي يقبع في العواصم القريبة والبعيدة تنوم وتصحى على مخدات الطرب ولكن بإذن الله وبعزيمة أهل السودان والتوكل على الله سيتحقق كل شيء وستنجح الفترة الانتقالية ويزدهر السودان …