
الخرطوم : موقع النورس نيوز
يبدأ غداً الاثنين الرئيس الأمريكي ترامب بزيارة إلى دول الخليج الزيارة في الواضح اقتصادية من الدرجة الأولى لجمع اكبر قدر من الأموال كما فعل في دورته السابقة التي أجبر فيه دول الخليج على دفع أموال ضخمة ساعدته على تنفيذ برنامجه الانتخابي. تقديرات المحللين ترى ان ترامب من الرؤساء الواضحين في سياسته سوا كانت الداخلية أو الخارجية إذا اتفق معه البعض أو اختلف معه فهو يتعامل مع الآخرين كالمصنع الكبير الذي يحتاج بضاعته عليه يدفع.. بالتالي هو سيزور الخليج ويعلم انها دفعت وأكثر. كذلك وهو يعلم جيدا بالتحديات والمشاكل التي تواجه تلك الدول والتقاطعات السياسية والاقتصادية بينها وبين الآخرين. وهي نقطة يستقلها في تعامله مع تلك الدول العربية الخليجية. وكما قال بعض المحللين انه لايزور دولة لوجه الله ولكن لمن يدفع أكثر.
ولذلك يستهل ترامب زيارته بالدول الأكثر ثرا. بالتالي دول الخليج لن تستفيد من زيارته سوى الشو الإعلامي فقط ولا يمكن ضمان الدعم السياسي الأمريكي الا من باب استقلال المصالح والمحافظة عليها.
ترامب ربما يناقش الإمارات حول اتهامات السودان لها بدعم مليشيات متمرة وتسليحها بأسلحة أمريكية الصنع وهو امر يجرمه القانون الأمريكي وهو في نفس الوقت يواجه ضغوط داخلية كبيرة من نواب أمريكيين بشأن مشاركة الإمارات في الإبادة الجماعية في السودان باستخدام السلاح الأمريكي. ولديها من التقارير الدولية والتي كتبتها وكالة المخابرات الأمريكية والتقارير الإعلامية والصور ما يؤكد صحة اتهامات السودان. ولكن ترامب بحسب خبراء دوليون يغشي أن يتوجه السودان في تحالفاته إلى الشرق بالتوقيع على اتفاق تحالف استراتيجي مع روسيا وافساح المجال بصورة أوسع للصين وتركيا وإيران وهي كلها دول لديها تقاطعات مع أمريكا وتحاول أبعدهم بشتى الطرق. وبالتالي تغشي أمريكا من قيام قواعد بحرية روسية في سواحل البحر الأحمر وهي قضية تشكل بالنسبة لها تهديدا لامنها القومي. التوقيع على القاعدة البحرية الروسية ظل السودان يتردد كثيرا على قبوله ولكن بعد الحرب الذي تقوده الإمارات ضد البلاد ووصول الأمر لدرجة خطيرة بضرب العاصمة الإدارية بالمسيرات وتدمير البنيات التحتية بدأت ضغوط واسعة من مختلف قطاعات الشعب السوداني بضرورة المضي قدما والإسراع في التوقيع اتفاق التحالف مع روسيا غير ابهين بتحفظات السعودية أو مصر اللذين لديهما تحفظات بشأن التواجد الروسي في البحر الأحمر . ويبدو أن الحكومة السودانية كانت تنتظر تدخل القاهرة والرياض لوقف تطاول العدوان الإماراتي على المنشآت الخدمية في مختلف مدن السودان ووقف دعمها للمليشيات. ولكنها لم تفعل. وبالتالي ليس أمام الدولة السودانية سوى المضي قدما في التحالف مع روسيا.
بالطبع التحالف مع روسيا سيقلق مضاجع أمريكا وليس من البساطة زيارة المنطقة دون مناقشة الأزمة مع قادتها وإيجاد مخرج للأزمة مع استمرار تحقيق المصالح . في تقديري ترامب غير ميال للدخول في نزاعات تستنفذ الموارد وليس لديه شي يقدمه للدول العربية الخليجية. ربما يفسر ذلك تردد قيادة السودان في إتمام اتفاق انشأ القاعدة العسكرية بالبحر الأحمر انتظارا لنتائج زيارة ترامب للخليج ليقرر المضي في تحالفاته الجديدة ام لا.
ولكن في تحرّك غير مسبوق، وصل وزير الدفاع السوداني الفريق إبراهيم يس إلى كوريا الشمالية في زيارة رسمية تعد الأولى من نوعها لمسؤول سوداني بهذا المستوى، ما يفتح أبواب تساؤلات كبرى حول أهداف وتوقيت الخطوة، خاصة في ظل التصعيد الأمني الأخير واستهداف بورتسودان، العاصمة الإدارية . الزيارة تحمل طابعاً استراتيجياً، إذ يسعى الجانبان إلى بحث تعزيز التعاون العسكري، في وقت تُعرف فيه بيونغ يانغ بخبراتها الكبيرة في مجال الصناعات الحربية. وفي السياق ذو صلة أعلن عن زيارة سيقوم بها نائب وزير الدفاع الروسي للبلاد قريبا لعل هو السياق نفسه روسيا تريد أقوال وأفعال من السودان كي تنشي القاعدة البحرية رغم أنها تعلم التحديات التي تواجه ذلك ولكن الظروف التي يمر بها السودان قد تسرع تحقيق ذلك الهدف .