الأخبار الرئيسيةأخبار

إعلان النتيجة وانتظار قبول الجامعات.. الشهادة السودانية.. الإبحار في وجه العواصف

تقرير اخباري: ابونبراس

في خضم التحديات التي يواجهها السودان جراء الحرب، أعلنت وزارة التربية والتعليم نتائج امتحانات الشهادة السودانية للعام الدراسي 2023-2025، في خطوة طال انتظارها من الطلاب وأولياء الأمور.
يعد هذا الإعلان إنجازا يعكس جهود الحكومة لضمان استمرارية العملية التعليمية، لكن الأخطاء التقنية التي رافقت الإعلان، إلى جانب تدمير البنى التحتية للمدارس والجامعات، أثارت جدلا واسعا حول مصداقية النتائج وجاهزية النظام التعليمي لمواجهة التحديات. يستعرض هذا التقرير آراء الخبراء، حول تأثير الحرب على التعليم، والخطوات المطلوبة لإنقاذ وإعادة بناء القطاع التعليمي في البلاد.

بداية طريق:
أعلنت وزارة التربية والتعليم، الخميس الماضي، نتائج امتحانات الشهادة السودانية للعام الدراسي 2023-2025، في مؤتمر صحفي حضره العديد من الإعلاميين. وكان الطلاب وأولياء الأمور قد انتظروا هذا الإعلان بشغف.
وأكدت الوزارة أن النتائج تأتي بعد اكتمال عمليات التصحيح والتدقيق لجميع المواد الدراسية بدقة. ويمهد هذا الإعلان الطريق أمام الطلاب للتقديم إلى الجامعات والكليات.

دليل قوي:
وإيزاء ذلك يؤكد الخبير التربوي محمد الفاتح حامد خليفة لـ”النورس” أن نجاح الحكومة السودانية في إجراء امتحانات الشهادة الثانوية وإعلان نتائجها يعكس استمرارية عمل مؤسسات الدولة رغم التحديات التي فرضتها الحرب.
ووصف خليفة هذا الإنجاز بأنه دليل قوي على قدرة الحكومة على تقديم الخدمات الأساسية وتسيير العمل الحكومي في ظل الظروف الصعبة.
وأشار خليفة إلى أن استمرار العملية التعليمية، وخاصة امتحانات الشهادة الثانوية، يعد شرطاً أساسياً لاستئناف الدراسة في الجامعات السودانية.
ومع تحرير معظم ولايات وسط السودان، التي تضم غالبية الجامعات والمعاهد العليا، أوضح أن عودة هذه المؤسسات إلى عملها تعتمد على توفر الإرادة السياسية والتمويل اللازم لإصلاح الأضرار التي لحقت بها. وأضاف أن حجم الدمار يختلف بين الجامعات؛ فبعضها خسر مبانيه بالكامل، بينما اقتصرت خسائر أخرى على معدات أو ممتلكات مثل السيارات أو الحيوانات في المزارع الجامعية. ونتيجة لذلك، توقع أن تكون عملية إعادة تشغيل الجامعات صعبة بالنسبة لبعض المؤسسات، بينما قد تكون أكثر يسراً لأخرى، حسب حجم الأضرار.

أخطاء تقنية:
فيما انتقدت الخبيرة في الشأن التعليمي، درية محمد بابكر، في إفادة لـ”النورس”، الأخطاء تقنية التي رافقت إعلان نتيجة الشهادة السودانية والتي أثارت استياء واسعا، وألقت بظلالها على مصداقية نتائج امتحانات الشهادة السودانية لعام 2025، واصفة إياها بـ”الفضيحة” بسبب الأخطاء التي أضرت بحقوق الطلاب.
وأوضحت أن العديد من الطلاب لم يتمكنوا من الاطلاع على نتائجهم عند إدخال أرقام جلوسهم، بينما سُجلت درجات صفرية أو غياب لبعض الحاضرين، بل وغياب مراكز امتحانات بأكملها.
وطالبت الخبيرة التعليمية بمراجعة فورية للبنية الرقمية والهيكلية لأرقام الجلوس لضمان العدالة.

عقبات متعددة:
وأشارت درية إلى أن فتح باب القبول للجامعات يواجه عقبات كبيرة بسبب استمرار الحرب، التي أدت إلى تدمير البنية التحتية للجامعات، وانعدام الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء في مدن مثل الخرطوم. كما أن نزوح أعداد كبيرة من الطلاب داخل وخارج السودان، إلى جانب القصف العشوائي، يهدد أي محاولة لاستئناف الدراسة. وأكدت أن إيقاف الحرب وإعادة تأهيل الجامعات هما الشرطان الأساسيان لتحقيق الاستقرار الأكاديمي.
وانتقدت درية إجراء امتحانات الشهادة الثانوية في ظل الحرب، مشيرة إلى أنها أجريت دون توفر الاشتراطات اللازمة، مما أثار شكوكاً حول دوافع سياسية وراء تنظيمها.
وأشارت إلى أن الامتحانات استبعدت طلابا من مناطق تسيطر عليها قوات الدعم السريع، مثل دارفور وجنوب كردفان، بينما واجه الطلاب الذين انتقلوا إلى مناطق آمنة إجراءات تعسفية وتحديات نفسية وأسرية أثرت سلباً على أدائهم.
وأعتبرت أن الأخطاء في إعلان النتائج تهدد مصداقية الشهادة السودانية إقليمياً ودولياً.

أوضاع متدهورة:
وأكدت درية أن الحرب أوقفت العملية التعليمية في أجزاء واسعة من السودان، حيث تضررت أكثر من 14 ألف مدرسة، تحولت بعضها إلى مراكز إيواء أو ثكنات عسكرية. كما دُمرت الكتب المدرسية والمرافق، ويعاني المعلمون من تأخر الرواتب وتدهور الأوضاع المعيشية، إلى جانب تراكم ثلاث دفعات دراسية وتهديد طلاب المراحل الأولية بالأمية.
ودعت إلى مراجعة دقيقة لقواعد بيانات الامتحانات وتوزيع النتائج عبر الإدارات التعليمية بدلاً من الاعتماد على شركات الاتصالات التجارية. كما طالبت باختيار توقيت مناسب للامتحانات المقبلة، وفيما يتعلق بالجامعات، أكدت أن قدرتها على تجاوز الأزمة تعتمد على الإرادة السياسية لإيقاف الحرب، وتوفير التمويل من الدولة، القطاع الخاص، والمنظمات الدولية لإعادة التأهيل.
وختمت درية حديثها بالتأكيد على ضرورة إنشاء آلية وطنية لإنقاذ التعليم، تركز على الضغط لإيقاف الحرب، واستئناف الدراسة في جميع المناطق، وزيادة ميزانية التعليم لمواجهة التحديات غير المسبوقة التي يواجهها القطاع.

عملية تعليمية:
وفق تقارير صحفية أن الحرب على بين القوات المسلحة ومليشيا الدعم أثرت على العملية التعليمية حيث أدت إلى إغلاق أكثر من 10,400 مدرسة، مما ترك 19 مليون طفل بدون تعليم، وفقًا لمنظمة يونسكو. والنزوح الذي أثر على 3.5 مليون طفل. بجانب عدم اكتمال المناهج الدراسية، نقص المعلمين، وعدم صرف رواتبهم، بالإضافة إلى تدهور البنية التحتية للمدارس ومشكلات الأمن.
وفقًا لـ”تقرير البنك الدولي”، هناك مبادرة جديدة لدعم التعليم في السودان، بما في ذلك ضمان استمرارية التعليم لنحو 4 ملايين طالب. يمكن أن تشمل ضمان إشعار جميع المناطق، بما في ذلك تلك التي تحت سيطرة المليشيات، بمواعيد الامتحانات وتوفير أوراق الامتحانات، مع اقتراح توزيعها عبر قنوات مثل اليونسكو. الاستفادة من التعليم عبر الإنترنت أو برامج التعليم المسرعة للطلاب الذين لا يستطيعون الحضور إلى المدارس. ضمان صرف رواتب المعلمين وتوفير الدعم اللازم لهم لاستمرار العملية التعليمية.
َومن الممكن أن تتخطى الجامعات السودانية الظروف الحالية، و ذلك يتطلب استقرارا سياسيا ودعما دوليا، وبحسب اليونسكو هناك جهود لإعادة فتح المدارس ودعم التعليم، وهذا يمكن أن يمتد إلى الجامعات، لجهة ان الجامعات بحاجة إلى إعادة بناء البنية التحتية وإصلاح المرافق التعليمية التالفة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى