الأخبار الرئيسية

بعد سلسلة من الهزائم … مكونات قوات المليشيا… عوامل التشرذم والفناء

 

بعد أن خسرت قوات الدعم السريع معاركها الميدانية بالعاصمة الخرطوم حتى سارعت بتكثيف هجماتها على الفاشر بشمال دارفور مما أدى إلى نزوح الالآف من المواطنين هرباً من جحيم المعارك.

الخرطوم : النورس نيوز

في وقت تتصاعد فيه حدة الخلافات بين مكونات قادة المليشيا وجنودهم الذين يشكون الإهمال من تقديم الدعم المالي واللوجستي وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لجنود وقادة ميدانيين للدعم السريع يعبرون فيها عن سخطهم الشديد واتهموا قادة الصف الأول ببيع المعارك الأمر الذي أدى لحدوث هزائم متكررة، فضلاً عن اتهامات بوجود تحيزات لمكونات قبلية وجغرافية بعينها بحسب فيديوهات لقادة المليشيا نشرت على منصات التواصل الاجتماعي وتسريبات صوتية، غير أن الكثير من الجماعات المسلحة انشقت من قوات الدعم السريع نظراً لسحب الصلاحيات العسكرية والسياسية منهم من منطلق أثنى وقبلي في وقت ماضي ، وبالمقابل لايزال الجيش يواصل تصديه لهجوم الدعم السريع على مدينة الفاشر بعد أن أحكم قبضته على العاصمة الخرطوم.

إستسلام وهروب

ويقرأ المحلل السياسي الفاتح عثمان المشهد قائلاً: ما أن بدا الجيش السوداني في تنفيذ خططه لتحرير كافة مدن وولايات السودان تكشفت عورات الدعم السريع وتبين للجميع ان جزء كبير من مكوناته عبارة عن لصوص وقطاع طرق لا علاقة لهم بفنون الحرب ولا يهمهم شيء غير النهب والقتل والاستعباد والاغتصاب.
وأضاف المحلل السياسي في حديثه ل(النورس نيوز) لهذا السبب عاني أبناء ولايات كردفان من عسف وظلم منتسبي الدعم السريع وبمجرد ان ظهر متحرك الصياد قادماً من النيل الابيض بدات موجة الهروب من صفوف الدعم السريع اما للاستسلام للجيش السوداني او الهرب نحو جنوب السودان.
وأشار عثمان إلى أن  متحرك الصياد قد تمكن من إستعادة ام روابة والسميح والرهد بشمال كردفان بجانب فتح الطريق بين كوستي والأبيض وشرع بعدها في مرحلة إنهاء وجود الدعم السريع حول مدينة الابيض جنوباً وغرباً في طريقه لاستعادة الدبيبات وابوزبد، مشيراً إلى أن متحرك الصياد قد نجح في قتل معظم قادة الدعم السريع في قطاع كردفان.
وتابع ي”يبدو ان قيادة الدعم السريع تجاهلت تماماً المكونات الإجتماعية في غرب كردفان وحولت كل مواردها لمعركة الفاشر والدفاع عن نيالا والضعين وهو ما اغضب أبناء بعض القبائل اذ تركتهم قيادة الدعم السريع ليلاقوا حتفهم وحدهم في مواجهة متحرك الصياد الذي جاء غاضباً حازماً مثل السيل لا يبدو ان ثمة شيء يمكنه ان يقف امامه كاسحاً لكل قوات الدعم السريع معلناً هدفه الكبير مدينة نيالا”.
وزاد عثمان أن
الدعم السريع دخل مرحلة التشرذم والخلافات والتخوين نتيجة الهزائم المتتالية التي يعاني منها، مضيفاً  ان  التشرذم والهروب والاستسلام سيستمر لأن الحرب تقريبا حسمت لصالح الجيش السوداني ولم يبق الا القليل لإعلان النصر واستسلام قوات الدعم السريع في دارفور.

أسباب تشرذم

ومن جانبه عدد الخبير العسكري محمد بشير سليمان أسباب تشرذم مكونات الدعم السريع واهتمامها بمناطق معينة والتميز على أساس قبلي مما تسبب في حدوث انشقاقات منها أنها مليشيا عسكريه وليست قوات نظامية وطنية قائمة ومدربة على مفهوم قومي وأهداف قومية، تنتفي فيها القبلية والعنصرية والجهوية ، لتقوم بواجب الدفاع عن الأمن القومي فضلاً عن أنها تحت قيادة قومية لتكون بذلك أحد مؤسسات الدولة القومية.
وأشار الخبير العسكري إلى أن بناء على ما ذكر أعلاه يتأكد أن مليشيا الدعم السريع ووفقاً لحالة التشرزم التي تعيشها حالياً ، والتي سوف تؤدي لتلاشيها مستقبلا ، نتيجة لتأثير الهزائم المتلاحقة التي أحدثتها فيها القوات المسلحة السودانية ومناصريها.
ورأى سليمان في حديثه ل(النورس نيوز) حقيقة استراتيجيتها القائمة على مفهوم ديموغرافي عنصري، قبلي يهدف لتفكيك الدولة السودانية وابدال المواطنين السودانيين الحقيقيين بجسم ديموغرافي جديد ، قوامه المكون الرئيس لدولة العطاوة أو الجنيد من العناصر القبلية العربيةكبعض المكونات الاجتماعية وغيرها من القبائل العربية ذات العلاقة إلى جانب من وصفهم بمرتزقة عرب الشتات من دول الغرب الأفريقي.
ونوه الخبير العسكري إلى أن قوات المليشيا تفتقد البعد الوطني لذلك كان الالتجاء للمناصرة القبلية التي تفتقد في ذاتها للوحدة والانسجام ، مع عدم القناعة بالوقوف وإسناد مليشيا الدعم السريع لإعداد كبيرة من هذه الحواضن وذلك ما تسبب في الانشقاقات والتي سوف تزداد كل ما تقدمت القوات المسلحة في انتصاراتها التي تستهدف مناطق هذه الحواضن.
وتوقع سليمان  أن تخلق انتصارات القوات المسلحة الكبيرة على ما اسماها  بالمليشيا هزيمة نفسية ومعنوية لمقاتليها  وربما يؤدي مع التغير في المواقف الذي سوف تحدثه هذه في البيئة الداخلية ، والإقليمية والدولية أضعافاً للمواقف المؤيدة للمليشيا أو المحايدة تحولاً نحو مناصرة الدولة السودانية، مشيراً إلى أنها سوف تزيد من حالات التشظي والانقسام داخل جسم مليشيا الدعم السريع، ونبه إلى أن وجود القيادة يعني بالنسبة لأي قوات مسلحة ، تحقيق روح الفريق ، وتقوية إرادة القتال تمسكاً بالهدف ، والارتقاء بالمعنويات فلا شك أن مليشيا الدعم السريع ، تعاني من ذلك معاناة حقيقية ، فهي لا تعلم مكان قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) منذ البدايات الأولى للحرب ، هذا مع فقدانها لإعداد كبيرة من قياداتها، مابين الموت والهروب، مما خلق انكسارات معنوية ونفسية ، وقاد إلى عدم ثقة، مبيناً أن ذلك ما أدى وسوف يؤدي لمزيد من التشرزم والتفكك تملصاً من القتال الآن ومستقبلا.
وتابع: سيكتفي الجميع بالمنهوبات والمسروقات التي اكتسبوها من ممتلكات الدولة والمواطنين السودانيين ، كأسوأ ما يمكن أن توصف به هذه المليشيا في الجانب اللا أخلاقي إلى غير ذلك من الانتهاكات التي تجاوزت كل ما عرفته قوانين الحرب وحقوق الإنسان على مدى تاريخ الحروب والتاريخ الإنساني .

حكومة موازية

وفي سياق متصل يؤكد المحلل السياسي د. عبد اللطيف سعيد ان الدعم السريع ظلت تسيطر عليه قبائل محددة لذلك يعاني من التشرذم وان هنالك قبيلة واحدة تريد الحكم والسلطة بينما البقية ترغب بأن تكون تابعة لها.
ونوه المحلل السياسي في حديثه ل(النورس نيوز) إلى أن الانقسامات في دارفور أقل عكس مناطق كردفان، لافتاً إلى أن القبيلة المسيطرة أعطت امتيازات للنظار من أجل جلب المقاتلين، وأوضح أن بعض المكونات الاجتماعية ترفض السيطرة عليها بشكل كامل وان هدفهم إسقاط الفاشر من أجل تشكيل حكومة موازية، منوهاً إلى أن الحكومة تظل شوكتها اقوى في ظل دعم الحركات المسلحة ومساندتها لها في الميدان.
وأكد سعيد أن هنالك مجموعات إقليمية داعمة للدعم السريع وليس الحكومة نفسها مما أعطاه زخماً مع امتلاكه مسيرات تضرب المواطنين وليس مقار الجيش مما يعني أن الحرب ضد المواطن، مبيناً أن المجتمع الدولي ظل يستنكر ويدين هجوم الدعم السريع على الفاشر وغيرها وعلى الرغم من ذلك فشل في السيطرة عليها.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى