الأخبار الرئيسية

مؤتمر لندن.. انتصار حلفاء السودان.. وإجهاض الأجندة الملغومة

تقرير اخباري: ابونبراس

رغم الحشد الدولي إلا أن المؤتمر الذي عقدته الحكومة البريطانية في لندن لتشكيل مجموعة اتصال دولية يقودها الاتحاد الإفريقي، وتجديد الالتزام بإنهاء القيود المفروضة على المساعدات الإنسانية في السودان إنتهى بخسارة بريطانيا ودولة الإمارات التي تعتبر الداعم الرئيسي لمليشيا الدعم السريع وعدم تحقيق الهدف الموضوع له، حيث يرى مراقبين أن وقوف السعودية ضد البيان الختامي بجانب مصر ومصادمتهما للمساعي الدولية، قاد إلى افشال المؤتمر الذي عقد من أجل استمرار الحرب وليس وقفها.

تورط إماراتي
وخلال جلسة المؤتمر انطلقت في لندن، “تظاهرة الكرامة” أمام مقر انعقاد مؤتمر لندن حول السودان بـ”لانكستر هاوس”، والتي نظمها “تجمع السودانيين الشرفاء بالخارج” (23) كياناً سودانياً بالمملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي.
ورفع المتظاهرون شعارات تندد بتورط دولة الإمارات في دعم مليشيا الدعم السريع وضلوعها في جرائم الإبادة، لا سيما في معسكر زمزم، إلى جانب الحصار الخانق الذي تتعرض له مدينة الفاشر. وطالب المحتجون بوقف التدخلات الأجنبية وتقديم كل من تورّط في تمويل ودعم هذه الجرائم إلى العدالة الدولية

تحذير سعودي
في مؤتمر لندن، جددت دولة قطر موقفها الثابت والداعم لوحدة السودان وسيادته وسلامة أراضيه، مؤكدة على أهمية التعاون الدولي لحماية الأطفال والنساء والمدنيين، وتخفيف تداعيات الأزمات، بما يُعزز الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وحذر نائب وزير الخارجية السعودي وليد بن عبد الكريم الخريجي خلال مشاركته في “المؤتمر الحكومة البريطانية من الدعوات إلى تشكيل حكومة موازية أو أي كيان بديل، باعتبارها محاولات غير مشروعة تُهدّد المسار السياسي، وتُعمّق الانقسام، وتُعرقل جهود التوصل إلى حل وطني شامل.

حل سياسي
وقال الخريجي ان المملكة العربية السعودية تؤكد على أن الحل للأزمة حل سياسي سوداني – سوداني يحترم سيادة ووحدة السودان ويقوم على دعم مؤسسات الدولة السودانية.
وأعتبر نائب وزير الخارجية السعودي ان ما يجري في السودان لا يمس فقط أبناء شعب السودان، وإنما يمثل تهديدا للاستقرار الإقليمي والأمن الوطني العربي الإفريقي.
وأضاف مسؤوليتنا الجماعية تحتّم علينا مضاعفة الجهود لدعم مسار الحوار، ووقف إطلاق النار، وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة، والحفاظ على مؤسسات الدولة من الانهيار، والحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه ومقدراته
وأشار إلى أن تحييد التدخلات الخارجية يمهّد لتسهيل العمليات الإنسانية، وفي مقدّمتها فتح الممرات الآمنة، بما يضمن إيصال المساعدات إلى مستحقيها.

فشل زريع
وحول مؤتمر لندن الذي فشل في تحقيق نتائج بسبب الوقفة الصلبة لحلفاء الحكومة السودانية. يقول الخبير العسكري اللواء ركن متقاعد عبدالغني عبدالفراج لـ”النورس” رغم الحشد الكبير والتمويل الضخم للمؤتمر الا ان الفشل الزريع ناتج عن وقوف مصر والسعودية إلى جانب السودان وهما يمثلان الثقل في المؤتمر.
وأشار عبدالغني في حديثه لـ”النورس” إلى تورط الحكومة البريطانية في دعم ومساندة المليشيات.
ويعتقد الخبير الأمني ان المؤتمر عقد من أجل تأجيج الحرب واشعال نيرانها بدلا عن وقفها، مؤكدا ان التحالفات الناجحة تقود إلى حماية وحفظ البلاد.

اجندة خفية
ولم يذهب بعيدا المحلل السياسي د. راشد التجاني إذ يقول لـ”النورس” ان مؤتمر لندن محاولة لتجميع قوى دولية لفرض إيقاف الحرب وبه اجندة خفية غير المعلنة علاوة على انه يحاول فرض اجندة خارجية على السودان لذلك تم رفضه من الدول العربية منها مصر والسعودية.
وبحسب التجاني وهو رئيس مركز تحليل النزاعات بجامعة أم الإسلامية مؤتمر لندن فيه اتجاه لتأيد الحكومة الموازية ونزع الشرعية من الحكومة الحالية الأمر الذي يؤكده عدم دعوة الحكومة السودانية للمشاركة في المؤتمر، وهو مؤتمر اقرب إلى أهداف مليشيا الدعم السريع رغم الانتهاكات التي ارتكبتها، في معسكر ابوشوك وزمزم.
ويشير إلى ان اي محاولة لفرض أجندة خارجية وعزل حكومة البرهان أصبح مرفوض من قبل حلفاء السودان.
وشدد راشد على ضرورة مشاركة الحكومة السودانية في اي عملية حل للأزمة الحالية الأمر الذي يقوها بعد الانتصارات الكبيرة التي حققها الجيش السوداني في الميدان.

غياب شعبي
ومن جهته يؤكد سكرتير تنسيقية القوى الوطنية د. محمد إسماعيل ان دور حلفاء السودان في فشل المؤتمر ورفض البيان الختامى بهدف الوقوف الى جانب حليفها الجيش السودانى، وأضاف إسماعيل في إفادة لـ”النورس” ان عدم مشاركة حكومة السودان من المؤتمر والجيش تعنى غياب الشعب السودانى، الأمر الذي ساهم في فشل المؤتمر بجانب غياب الارادة الدولية فى تحقيق السلام فى السودان.
وأضاف إن القوى الاقليمية والدولية تريد فرض حلول للازمة السودانية تحقق مصالحها وانها غير حريصه على حل لا يضمن مصالحها ومصلحة حلفاءها.
ويقول إن السودان فى مركز قوة خاصة بعد الانتصارات التى حققها مؤخرا واستيعاب المجتمع الدولى ان استبعاد رؤية الحكومة السودانية لوقف الحرب لن تؤدي إلى وقف الحرب فى السودان.
ويرى ان فشل المؤتمر اتاح فرصة ثمينة للقوات المسلحة والاجهزة النظامية الاخرى لحسم ماتبقى من متمردي مليشيا الدعم السريع المحلولة فى الخرطوم والفاشر وبقية دارفور وكردفان والنيل الازرق.

انتكاسة دبلوماسية
وأكدت وسائل اعلام بريطانية فشل محاولة تقودها بريطانيا لتشكيل مجموعة اتصال لتسهيل محادثات وقف إطلاق النار في السودان، يوم الثلاثاء، عندما رفضت دول عربية التوقيع على بيان مشترك عقب مؤتمر عُقد في لندن.
ويمثل الخلاف الذي استمر طوال اليوم بين مصر والسعودية والإمارات العربية المتحدة حول البيان المشترك انتكاسة دبلوماسية كبيرة للجهود الرامية إلى إنهاء حرب أهلية دامت عامين في السودان.
وقد قُتل المئات من المدنيين في الأيام الأخيرة داخل معسكرين كبيرين للاجئين في دارفور، كما نزح الملايين بسبب القتال. وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها تشعر بالحزن لعدم التوصل إلى اتفاق بشأن مسار سياسي، لكنها أكدت في الوقت نفسه إحراز بعض التقدم.
وفي غياب بيان ختامي، أصدر وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي ونظراؤه من فرنسا وألمانيا والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي بيانًا مشتركًا كرؤساء مشاركين، تعهدوا فيه بدعم “الجهود الرامية لإيجاد حل سلمي، ورفض جميع الأنشطة، بما في ذلك التدخلات الخارجية، التي تؤجج التوترات أو تُطيل أمد القتال أو تُسهله”.
ودعا البيان أيضًا إلى حل لا يؤدي إلى تقسيم السودان.
وكان لامي قد افتتح المؤتمر بآمال كبيرة، قائلاً: “كثيرون تخلّوا عن السودان. هذا خطأ. إنه خطأ أخلاقي عندما نرى هذا العدد الكبير من المدنيين يُذبحون، وأطفالاً رُضعاً لا تتجاوز أعمارهم سنة واحدة يتعرضون للعنف الجنسي، وعدد الجياع في السودان يتجاوز أي مكان آخر في العالم. لا يمكننا ببساطة أن نغض الطرف. وفي هذه اللحظة، يواجه المدنيون وعمال الإغاثة في الفاشر ومعسكر زمزم للنازحين عنفًا لا يُوصف.”
وأضاف: “العقبة الأكبر ليست نقص التمويل ولا نقص النصوص في الأمم المتحدة، بل غياب الإرادة السياسية. ببساطة، علينا إقناع أطراف النزاع بحماية المدنيين، والسماح بوصول المساعدات داخل البلاد وعبرها، وأن يجعلوا السلام أولوية.”

محاولة توافق
لكن جهوده لإقناع الدول العربية بالاتفاق على مجموعة من المبادئ الدبلوماسية لمجموعة اتصال مستقبلية لم تُؤتِ ثمارها.
وقد أوضح مسؤولون أن المؤتمر لم يكن محاولة للوساطة أو التعهد بتقديم مساعدات، بل كان يهدف إلى بناء توافق سياسي أوسع حول مستقبل السودان بين الدول التي لديها مصالح في البلاد.
وفي مؤشر على اتساع رقعة الحرب وتعقيدها واعتمادها على دعم خارجي، قرر لامي عدم دعوة أي من الأطراف السودانية الرئيسية أو ممثلي المجتمع المدني. وقد حُددت أهداف المؤتمر بشكل متواضع، حيث سعى فقط إلى التوصل لاتفاق بشأن تشكيل مجموعة اتصال دولية تقودها الاتحاد الإفريقي، وتجديد الالتزام بإنهاء القيود المفروضة على المساعدات.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى