السودان يعيد تشغيل قلبه النفطي
الخرطوم – النورس نيوز _ وسط أجواء من الترقب والأمل، بدأت السلطات السودانية خطوات عملية لإعادة تشغيل مصفاة الجيلي، شمال الخرطوم، بعد توقف دام لأكثر من عامين نتيجة الحرب التي اندلعت في أبريل 2023. وأكد مصدر مطلع أن التشغيل التجريبي للمحطة انطلق خلال اليومين الماضيين، تمهيدًا لاستئناف الإنتاج الكامل خلال الفترة القادمة.
المصفاة، التي تُعد من أهم البُنى التحتية للطاقة في البلاد، بدأت بالفعل في استقبال كميات من النفط الخام القادم من حقول هجليج – مربع 2B، إلى جانب خام دولة جنوب السودان الذي يُعاد ضخه عبر الأراضي السودانية باتجاه ميناء بشائر، مما يشير إلى بوادر انتعاش اقتصادي قد تغير المشهد السوداني المتأزم.
ووفقًا للمصدر، فقد انطلقت عمليات الصيانة بمشاركة شركات سودانية محلية، تركزت على إصلاح وحدات التخزين التي لحقت بها أضرار بالغة، بينما بقيت معظم وحدات المعالجة بحالة جيدة. وأشار إلى أن هذه الجهود ستُعجّل بعودة المصفاة للعمل بكامل طاقتها خلال أسابيع، في ظل حاجة البلاد الملحة للوقود والموارد النقدية.
وكان الجيش السوداني قد أعلن في يناير الماضي عن سيطرته الكاملة على مصفاة الجيلي بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع، التي كانت تسيطر على المنطقة منذ اندلاع الحرب. وتُغطي المصفاة ما يزيد عن 60% من الاستهلاك المحلي للوقود، ما يجعل عودتها للعمل مسألة بالغة الأهمية للأمن الاقتصادي والطاقة.
ويُنتظر أن تؤثر هذه العودة بشكل مباشر في استقرار سوق الوقود، وتقليل الضغط على العملة الوطنية من خلال تقليص الاستيراد، إلى جانب تحصيل رسوم عبور النفط الجنوبي، وهو ما يوفر مورداً نقدياً ثميناً في وقت يعاني فيه الاقتصاد السوداني من ضغوط خانقة.
الخطوة لاقت ترحيباً واسعاً في الأوساط الاقتصادية، واعتُبرت مؤشراً إيجابياً على قدرة الدولة على استعادة أجهزتها الحيوية رغم استمرار التحديات الأمنية. كما يُتوقع أن تنعكس إيجاباً على قطاعات النقل والزراعة والصناعة، التي تعتمد بشكل مباشر على توفر الطاقة والوقود.
