
السودان يفتح أبواب الساحل الغربي أمام الاستثمارات المصرية
متابعات _ النورس نيوز _ في مشهد دبلوماسي واقتصادي يعكس عمق العلاقات بين السودان ومصر، وجّه السفير السوداني بالقاهرة، عماد الدين مصطفى عدوي، دعوة واضحة ومباشرة للشركات المصرية لتوسيع حضورها في مشروعات البنية التحتية والتنمية العمرانية بالسودان، مع التركيز على الساحل الغربي والمناطق الاستراتيجية على البحر الأحمر، وذلك خلال مشاركته في النسخة العاشرة من ملتقى “بناة مصر” الذي انطلق الأحد في العاصمة المصرية بحضور إقليمي ودولي رفيع.
وأكد السفير عدوي، خلال كلمته في أعمال الملتقى، أن التجربة المصرية في مجال تطوير البنية التحتية والمدن الجديدة تمثل نموذجًا يحتذى في القارة الأفريقية، وأن السودان يولي أهمية قصوى لتعزيز التعاون مع مصر في هذه المرحلة المفصلية التي تدخل فيها البلاد مرحلة إعادة الإعمار بعد سنوات من الصراع وعدم الاستقرار. وشدد على أن الشراكة مع مصر ليست مجرد خيار تنموي بل ضرورة اقتصادية استراتيجية في ظل الرؤى المتقاربة والتكامل الجغرافي والتاريخي بين البلدين.
وأشار السفير إلى أن السودان يمتلك فرصًا كبيرة لتطوير الساحل الغربي ومناطق البحر الأحمر، لا سيما سواكن، وجزر سنقنيب، وخليج عروس، التي تمثل نقاطًا حيوية في خارطة الاستثمار والتنمية المستدامة. ولفت إلى أن المرحلة القادمة ستشهد انفتاحًا على الشركات المصرية الراغبة في العمل في مجالات النقل، اللوجيستيات، تطوير المناطق الحرة، وإقامة المدن الساحلية الذكية، مؤكدًا أن البنية القانونية والسياسية ستكون مهيأة لجذب الاستثمارات وفق خطة إعادة الإعمار الوطنية.
كما دعا السفير إلى إقامة مناطق لوجيستية على الحدود بين السودان والدول المجاورة، بما يعزز التجارة الرسمية ويقلل من الاعتماد على الأنشطة غير النظامية، موضحًا أن مثل هذه المشاريع تمثل ركيزة أساسية لنهضة اقتصادية حقيقية، خاصة مع الدعم الذي تحظى به هذه الخطط من القيادة السياسية السودانية.
وحيّا السفير السوداني الدور الذي تقوم به الحكومة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في دعم جهود إعادة الإعمار على المستوى الأفريقي، معتبرًا أن رؤية مصر 2030 تشكل مرجعية ملهمة للتخطيط الحضري والتنمية العمرانية، وأن هناك تطابقًا في الرؤى بين الخرطوم والقاهرة فيما يخص تعزيز العلاقات العربية الأفريقية والنهوض بالاقتصاد الإقليمي.
وحظيت الجلسة التي تحدث فيها السفير عدوي بمشاركة رفيعة من عدد من السفراء، من بينهم سفراء تركيا والهند، إلى جانب مسؤولين مصريين كبار، من بينهم مساعد وزير الخارجية للتعاون الدولي، ومساعد وزير الإسكان، إضافة إلى المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-HABITAT)، ورؤساء منظمات أفريقية كبرى في مجال التشييد والبناء، وممثلين عن شركات استثمارية ضخمة.
وشهد “ملتقى بناة مصر”، الذي نظمته القاهرة بمشاركة عربية وأفريقية وإسلامية واسعة، مناقشات موسعة حول آفاق الشراكة في مشروعات التنمية والبنية التحتية، حيث أبدى المشاركون اهتمامًا كبيرًا بالفرص المتاحة في السودان، لا سيما في ظل التوجه الرسمي نحو استقرار دائم ونمو شامل.
ويأتي هذا الزخم الدبلوماسي والاقتصادي ليعزز من فرص السودان في اجتذاب رؤوس الأموال وتحريك عجلة التنمية، عبر بوابة الشراكة مع مصر التي باتت تمتلك الخبرات والمؤسسات القادرة على تنفيذ مشروعات تنموية عملاقة، وهو ما يعكس تحوّلًا إيجابيًا في المشهد السوداني وسط تحديات جسام واستحقاقات مرحلة إعادة الإعمار.