احتفال مهيب لسودانيين في قلب مصر
متابعات _ النورس نيوز _ في مشهد احتفالي مهيب جمع بين التميز الأكاديمي والتعاون السوداني المصري، شهدت مدينة العلمين الجديدة في جمهورية مصر العربية فعالية تخريج دفعة جديدة من طالبات كلية الطب بجامعة الأحفاد، وذلك بعد إكمالهن سنوات الدراسة بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري – فرع العلمين. الحدث حظي بحضور رسمي ودبلوماسي رفيع، تقدّمه سعادة الفريق أول ركن مهندس عماد الدين مصطفى عدوي، سفير السودان بالقاهرة، والسيد اللواء أركان حرب خالد شعيب محافظ مرسى مطروح، إلى جانب الدكتور إسماعيل عبدالغفار رئيس الأكاديمية، وعدد من القيادات الجامعية والسودانية والمصرية.
المراسم الاحتفالية عكست عمق الروابط الأكاديمية بين البلدين، حيث عبّر السفير عدوي عن فخره واعتزازه بالخريجات وبالجهات التي أسهمت في استكمال تعليم الطالبات رغم ظروف الحرب في السودان. وأشاد بالدور المحوري للأكاديمية العربية في دعم الطلاب السودانيين وتوفير بيئة تعليمية متكاملة لهم، مؤكداً أن هذه المؤسسة أصبحت نموذجاً رائداً في دعم التعليم العربي المشترك.
السفير عدوي لم يخفِ إعجابه بمدينة العلمين الجديدة، واصفاً إياها بأنها تمثل تجسيداً حقيقياً لقوة الشخصية المصرية وإرادتها في التنمية والبناء، ومشيراً إلى أن مشاريعها العملاقة تشكّل رسالة واضحة للمنطقة بأسرها. كما ثمّن الجهود التي تبذلها حكومة مصر، وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي، في تعزيز الاستقرار ودعم التعليم والتكامل العربي.
وفي كلمته، وجّه السفير عدوي رسالة مؤثرة للخريجات، عبّر فيها عن ثقته التامة في قدرتهن على لعب دور محوري في نهضة السودان، داعياً إياهن للتمسك بأخلاقيات المهنة الطبية والمثابرة في التحصيل العلمي، مؤكداً أن المستقبل المشرق لبلادهن يعتمد على سواعدهن وصدق عطائهن. كما كشف عن توجيه رسمي من رئيس مجلس الوزراء الانتقالي في السودان بالإسراع في إجراءات أداء القسم المهني للطبيبات، حتى يتمكّنّ من الانخراط الفوري في العمل.
الاحتفال تميّز بحضور شخصيات بارزة من الجانبين، من بينها الفريق ياسر محمد عثمان، مدير عام إدارة المعابر السودانية، وعدد من المستشارين بالسفارة السودانية في القاهرة، بالإضافة إلى قيادة جامعة الأحفاد وعلى رأسها البروفسور قاسم بدري. كما حضر أعضاء من هيئة التدريس بالأكاديمية، في تأكيد على الشراكة الفعالة بين المؤسسات التعليمية السودانية والمصرية.
الفعالية شكلت لحظة فخر واعتزاز لعائلات الخريجات اللاتي حضرن من مختلف الولايات والمدن، بعد سنوات من التضحية والصبر في ظل واقع متقلب فرضته الحرب والنزوح. وقد أكد المشاركون أن هذا التخرج لا يُمثل فقط نهاية رحلة أكاديمية، بل بداية مرحلة جديدة من العطاء والتفاني من أجل وطن يحتاج إلى طاقات علمية مؤهلة في مختلف القطاعات. 
