ارتفاع مفاجئ في أسعار التحويل من السودان إلى مصر وسط استمرار شح السيولة النقدية
متابعات _ النورس نيوز

ارتفاع مفاجئ في أسعار التحويل من السودان إلى مصر وسط استمرار شح السيولة النقدية
متابعات _ النورس نيوز _ شهدت أسعار التحويلات المالية من السودان إلى مصر عبر التطبيقات المصرفية المختلفة ارتفاعاً نسبيًا، وفقًا لما أفادت به مصادر مصرفية مطلعة اليوم الجمعة، وسط استمرار التحديات المالية في البلاد وشح السيولة النقدية المتاحة.
وبحسب المصادر، بلغ سعر صرف الجنيه السوداني مقابل الجنيه المصري في تعاملات اليوم نحو 54.7 جنيهًا سودانيًا عبر تطبيق بنكك، التابع لبنك الخرطوم، والذي يُعد من أبرز تطبيقات التحويلات المحلية المستخدمة داخل السودان. كما سجل 55.3 جنيهًا سودانيًا عبر تطبيق فوري الخاص ببنك فيصل الإسلامي، والذي يُستخدم أيضًا على نطاق واسع من قبل المتعاملين الراغبين في إرسال الحوالات إلى خارج البلاد، خاصة نحو مصر.
أما التحويلات البنكية المباشرة التي تُنفذ عبر نظام إنستا باي المصري أو عبر التحويلات البنكية التقليدية، فقد استقر سعر الجنيه السوداني عند 54.6 جنيهًا مقابل الجنيه المصري. وتُعد هذه المعدلات قريبة من مستويات الأسبوع الماضي، ما يشير إلى نوع من التوازن المؤقت في ظل الاضطرابات الاقتصادية التي تشهدها البلاد نتيجة الأوضاع السياسية والأمنية الراهنة.
يُشار إلى أن التحويلات المالية من السودان إلى الخارج، وتحديدًا إلى مصر، أصبحت تمثّل وسيلة رئيسية لنقل الأموال بين العائلات والشركات، نظرًا لصعوبة السفر وتراجع نشاط البنوك الرسمية. وتُنفذ هذه التحويلات غالبًا من خلال التطبيقات الرقمية التي طورتها البنوك السودانية في السنوات الأخيرة كحل بديل للمعاملات النقدية، التي أصبحت شبه معدومة بسبب شح السيولة الورقية.
ويُفضل كثير من المستخدمين تطبيق “بنكك” لما يتيحه من سهولة في الاستخدام وربطه المباشر بحسابات العملاء في بنك الخرطوم، بينما يُفضل آخرون تطبيق “فوري” نظراً لمرونته في تحويل المبالغ الصغيرة بسرعة، إلى جانب دعم بنك فيصل الإسلامي لتوفير خدمات إلكترونية ميسّرة في ظل هذه الظروف المعقدة.
أما في الجانب المصري، فتتم عمليات الاستلام بشكل رئيسي عبر خدمات المحافظ الإلكترونية مثل “فودافون كاش”، إلى جانب نظام “إنستا باي”، الذي يتيح للمستخدمين استقبال التحويلات على حساباتهم البنكية أو محافظهم الرقمية المرتبطة بأرقام هواتفهم المحمولة، ما يسهم في تسهيل عمليات التحويل وتقصير زمن الاستلام إلى دقائق معدودة.
وبالرغم من الاستقرار النسبي الذي طرأ على سعر التحويل اليوم، إلا أن العديد من المراقبين يتخوفون من تأثير استمرار الحرب والصراع السياسي في السودان على استقرار القطاع المصرفي، واحتمالية تزايد الفجوة بين السوق الرسمية وغير الرسمية في مجال التحويلات المالية الخارجية.
ويرى محللون اقتصاديون أن ثبات أسعار التحويل في الوقت الحالي لا يعكس تحسناً فعليًا في المؤشرات المالية، بل يرجع إلى انخفاض الطلب على الجنيه السوداني، مقابل رغبة متزايدة في التحويل إلى الخارج لتأمين الاحتياجات اليومية أو الإنفاق على التعليم والعلاج أو حتى توفير ملاذات آمنة للأموال.
الجدير بالذكر أن الاقتصاد السوداني يعاني منذ أكثر من عام من تداعيات الحرب الدائرة بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، وهو ما أثر بشكل مباشر على القطاع المصرفي، وأدى إلى خروج العديد من الفروع البنكية عن الخدمة، وتوقف عدد من البنوك عن تقديم خدماتها في بعض المدن الرئيسية.
وفي ظل هذه الأوضاع، تظل تطبيقات التحويل الإلكتروني مثل “بنكك” و”فوري” من الأدوات المحدودة التي لا تزال تعمل وتوفر جزءًا من الاحتياجات المالية للمواطنين، سواء داخل البلاد أو بين السودان ومصر، في وقت يتطلع فيه كثير من السودانيين إلى حلول اقتصادية أكثر استقرارًا تدعم حركة الأموال وتنهي حالة القلق وعدم اليقين السائدة.