
محمد بشير.. من “الشهرة” إلى “النجومية” الحقول
بقلم: وعد الحق أمين
في زمنٍ صار فيه “الترند” بوابةً للشهرة، و”الضجيج” سُلماً سريعاً للصعود، اختار محمد بشير طريقاً مختلفاً تماماً؛ طريق الصعود الصامت، والنجاح المتزن، والنجومية المبنية على الاحترام، والاحتراف، والأخلاق.
محمد بشير لم يقتحم الساحة بصخب، بل تسلّل بثقةٍ إلى الوعي الجمعي
للناس، حتى أصبح رقماً صعباً لا يمكن تجاوزه. موهبته لا تقف عند حدود الغناء، بل تمتد إلى كيفيّة الحضور، كيفيّة الإدارة، وكيف يكون الفنان واجهة مشرفة لبلده ومجتمعه.
في خطوة احترافية راقية، نال محمد بشير عضوية نقابة المهن الموسيقية المصرية، بتوقيع مباشر من النقيب العام الفنان الكبير مصطفى كامل. قرار لم يكن وليد صدفة أو مجاملة، بل اعتراف بمسيرة فنية تستحق أن تُحتفى بها وتُمنح مساحة أكبر للتألق.
قبله، كان محمد بشير قد نال عضوية اتحاد المهن الموسيقية في السودان، وهو ما يعكس المسار الطبيعي لفنان يعرف جيدًا قيمة المؤسسات، ويؤمن بأن الموهبة وحدها لا تكفي ما لم تُصقل بالشرعية، والانضباط، والانتماء للكيانات الحقيقية.
وما يُميز محمد بشير، أنه في زمنٍ امتلأ بالوجوه الباحثة عن أي ضوء، لم يحاول أن يلفت الأنظار، بل ترك أن يُلتفت إليه. لم يبحث عن “الترند”، لم يجرِ وراء الضجة، لم يختر إثارة الجدل كوسيلة للظهور. اختار أن يكون فناناً محترفاً لا ظاهرة مؤقتة.
وقد لا يعرف الكثيرون أن محمد بشير، وسط كل هذا الضجيج، يُعرف بين زملائه بكونه “رجل السلام” في وسط فني يشهد موجات من الفتن والخلافات. هو الفنان الذي إن مسته يد الفتنة، أطفأها بالحكمة. وهو الذي لا يحمل في قلبه ضغينة لأحد، ولا يدخل خصومة، بل يخرج منها بهدوء الكبار. حتى من خاصموه، يعترفون أنه ظل محافظاً على أخلاقه، متسامحاً، لا يرد الإساءة بإساءة.
محمد بشير ليس فقط نجم منصة أو جمهور. هو فنان يعرف قيمة كل تفصيلة. من دقة مواعيده في الحفلات، إلى احترامه لفريق عمله، إلى طريقته المنظّمة في تقديم فنه. من تعامل معه، يعرف أنه “مرتب”، “واضح”، و”مريح”. هذا النوع من الفنانين نادر. الفنان الذي يُشعرك بالثقة، والاحترام، والأمان في كل تعامل، دون أن يُحمّلك قلق “كيف سيفهم كلامي؟” أو “هل ستُفسَّر نواياي؟”. فمحمد ببساطة، لا يعقّد الأمور… بل يُسهّلها.
هو أيضاً فنان ملتزم، يحترم جمهوره، ومواعيده، ويقود فرقته باحترافية نادرة. ولو سألت من عملوا معه، سيقولون لك ببساطة: التعامل مع محمد بشير سهل، لأنه “مرتب”، و”قلبه طيب”، و”فاهم المهنة مش لعبة لذلك، الجمهور يحبه لأنه يشعر بأنه يشبهه. يشبه الحكايات البسيطة، والأصوات الحقيقية، والمواقف الصافية. يشبه زمن الفن الجميل الذي لا يُزايد على أحد، ولا يبتذل من أجل حفنة مشاهدات.
اليوم، وبعد هذا المشوار الصادق، وهذه الخطوات الاحترافية، يمكننا أن نقول وبكل ثقة: محمد بشير لم يعد مجرد فنان صاعد، ولا مجرد اسم معروف. بل أصبح نجمًا حقيقيًا، النجم الذي لم تصنعه منصات التواصل، بل صقلته التجربة، وكرسته الأخلاق، وصعدته الموهبة، وثبتته القيم هو النجم الذي لا يصنع اللحظة…
بل يصنع التاريخ.
الف مبروك يا ابو حميد ربنا يوفقك محل ما تقبل …