
محطة وقود داخل حرم مدرسة… واكتمال أركان الكارثة
متابعات – النورس نيوز
في مشهد يختصر الإهمال المؤسسي والاستهتار بأرواح المواطنين، تفاجأ سكان حي الوحدة بمربع 11 بمدينة الدويم، ولاية النيل الأبيض، ببدء تشغيل محطة وقود شُيّدت داخل حرم مدرسة ثانوية، وعلى بُعد أمتار قليلة من مدرستين للأساس (بنين وبنات)، وسط حي سكني مكتظ، ودون أدنى اشتراطات للسلامة.
تصديق بموقع… والتنفيذ بموقع آخر
المفارقة الصادمة أن التصديق الرسمي للمحطة كان مخصصًا لمربع 8/أ، لكن التنفيذ تم فعليًا في مربع 11، مما يثير تساؤلات خطيرة عن كيفية تمرير هذا الخرق الجسيم دون محاسبة، وعن دور السلطات المحلية والولائية، من أدنى مستوى وظيفي حتى والي الولاية، في حماية أرواح المواطنين لا سيما الطلاب الأبرياء.
تفريغ وقود… دون لجنة؟ دون اكتمال المباني؟
المواطنون رصدوا عملية تفريغ الوقود في خزانات المحطة الجديدة، دون وجود أي لجنة مختصة من الجهات المعنية مثل الأمن الاقتصادي، إدارة البترول، الاستخبارات، أو الدفاع المدني – وهي الجهات التي يُفترض ألا تتم هذه العملية إلا بوجودها مجتمعة، وفقًا للوائح.
الجمعة 25 أبريل: بداية التشغيل… وشرارة النار تشتعل
مساء اليوم الجمعة، بدأت المحطة في بيع الوقود فعليًا، وسط ذهول الأهالي، وبدون توفير أدنى أدوات السلامة. الأخطر من ذلك أن نارًا مشتعلة كانت على مقربة من المحطة، ولم يُبدِ العاملون أدنى اهتمام بإطفائها، في استخفاف صادم بحياة المواطنين، مما كان يمكن أن يؤدي إلى حريق كارثي يفتك بالأهالي والتلاميذ.
صرخة من مواطني الحي: أوقفوا هذا العبث فورًا!
أهالي حي الوحدة يرفعون صوتهم عاليًا، مؤكدين أنهم لن يقبلوا تعزية في أرواح أبنائهم بسبب إهمال مسؤول أو فساد إداري. وهم يناشدون الجهات المختصة، وعلى رأسها والي ولاية النيل الأبيض، بالتحرك الفوري لإغلاق المحطة، ومحاسبة كل من ساهم في تمرير هذه الكارثة المنتظرة.
ختامًا، المدينة لا تحتمل مزيدًا من التوتر، والأرواح لا تحتمل مزيدًا من التهاون.
فمن يُنقذ الدويم من الحريق قبل أن تشتعل أول شرارة؟