الأخبار الرئيسية

تسهيلات مفاجئة وعقوبات صارمة.. ما الذي يُحضّر للسودانيين في السعودية

“تسهيلات مفاجئة وعقوبات صارمة.. ما الذي يُحضّر للسودانيين في السعودية قبل الحج؟”

متابعات _ النورس نيوز _ في إطار سعيها لتخفيف معاناة السودانيين المقيمين على أراضيها، أعلنت المملكة العربية السعودية عن تحديثات قانونية جديدة تتعلق بتأشيرات الزيارة العائلية وتنظيم أوضاع المقيمين، في وقت تتزايد فيه التحضيرات لموسم الحج 2025، الذي يشهد سنويًا تدفقات بشرية ضخمة تتطلب ترتيبات أمنية وتنظيمية مشددة.

 

فقد أصدرت وزارة الداخلية السعودية، يوم الأربعاء 23 أبريل 2025، قرارات تنص على فرض عقوبات صارمة بحق المخالفين، تصل إلى السجن لمدة ستة أشهر وغرامات مالية تصل إلى خمسين ألف ريال سعودي، على كل من يستقدم وافدًا انتهت صلاحية تأشيرته دون تسوية وضعه القانوني. وتشمل هذه العقوبات السودانيين الذين يحملون تأشيرات زيارة عائلية منتهية ولم يتقدموا بطلبات تمديد عبر القنوات الرسمية.

 

وفي هذا السياق، أبدت السفارة السودانية بالرياض تفاؤلها بإمكانية تمديد الإقامات المؤقتة لرعاياها، خاصة في ظل استمرار الحرب في السودان وتعذر عودة الكثيرين. وكانت السعودية قد بادرت، منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023، بالسماح بدخول آلاف السودانيين، كما استثنتهم من إجراءات الترحيل القسري في بادرة إنسانية نالت إشادة واسعة.

 

في مدينة بورتسودان، قال محمد يعقوب، أحد المتعاملين في وكالات السفر، إن افتتاح القسم القنصلي للسفارة السعودية في المدينة ساعد بشكل كبير في تسريع عمليات الحصول على تأشيرات العمل، متوقعًا زيادة ملحوظة في الطلب على هذه التأشيرات عقب انتهاء موسم الحج.

 

كما أوضح يعقوب أن سفارتي المملكة في أسمرا وكمبالا تتيحان بدورهما تأشيرات زيارة عائلية وتأشيرات عمل للسودانيين، مع فرض قيود مؤقتة على دخول مكة المكرمة والمشاعر المقدسة حتى نهاية موسم الحج. وتعد هذه الإجراءات جزءًا من خطة السعودية لتأمين الموسم وضمان انسيابية حركة الحجاج.

وأكد أحد السودانيين المقيمين في كمبالا أن معاملات تأشيرات العمل مستمرة بشكل طبيعي، مشيرًا إلى استكماله الفحوص الطبية وسداد الرسوم، ما يعكس مرونة في الإجراءات رغم التحديات الإقليمية.

أما النذير محمد أحمد، أحد المتعاملين في مجال الهجرة، فقد أكد لـ”الترا سودان” أن هناك انفراجًا نسبيًا في أوضاع السودانيين، موضحًا أن تأشيرات العمل متوفرة لمن يستوفي الشروط، فيما تم تقليص فترة الزيارة العائلية من عام إلى شهر واحد فقط، ضمن الإجراءات التنظيمية الخاصة بموسم الحج. وأشار إلى أن هذه الإجراءات قابلة للمراجعة ابتداءً من يوليو القادم، بعد انتهاء الموسم.

وبيّن النذير أن هذه التدابير لا تقتصر على السودانيين فقط، بل تشمل مواطني نحو 14 دولة، في إطار سياسة مؤقتة فرضتها ظروف موسم الحج، ما يشير إلى أن التعديلات قد تُلغى لاحقًا وتعود الأمور إلى ما كانت عليه.

وتُظهر التقديرات غير الرسمية أن أعداد السودانيين في المملكة تجاوزت 4.5 ملايين شخص، وهي زيادة ملحوظة منذ اندلاع الحرب في السودان، خاصة بعدما سمحت السعودية بتمديد تأشيرات العمرة وتحويلها إلى زيارات عائلية لمدة عام كامل بنظام “المستضيف”، في ظل تعطل مطار الخرطوم وعدم استقرار الأوضاع الأمنية.

وفي يوم الأربعاء 23 أبريل، نجح مئات السودانيين في تمديد تأشيرات الزيارة العائلية لمدة شهر واحد، وهي خطوة وصفت بأنها إيجابية للغاية، وقد تسهم في تثبيت أوضاع عشرات الآلاف من الأسر داخل المملكة خلال هذه المرحلة الدقيقة.

وقد اختتم النذير محمد أحمد حديثه بالتأكيد على أن السعودية تُعد ثاني أكبر دولة في استضافة السودانيين بعد مصر، حيث أظهرت مرونة وتعاونًا لافتين في معالجة أوضاعهم القانونية والإنسانية، كما ساهمت بفعالية في عمليات الإجلاء والنقل من الخرطوم خلال الأشهر الأولى من الحرب.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى