
في موقف نادر.. الصين تفاجئ مجلس الأمن بشأن السودان
نيويورك – النورس نيوز
في تحول لافت وموقف نادر الحدوث داخل أروقة مجلس الأمن الدولي، فجّرت الصين مفاجأة بدعمها الصريح للخطوات السياسية الأخيرة التي اتخذها السودان، حيث أشاد مندوب بكين بالتطورات الجارية، واصفًا إياها بـ”الخطوات الإيجابية والحاسمة” نحو بناء الاستقرار السياسي والمؤسسي في البلاد.
جاء ذلك خلال جلسة مجلس الأمن التي عُقدت لمناقشة مستجدات الأوضاع في السودان، والتي لا تزال تشهد تصعيداً سياسياً وإنسانياً متسارعاً، في ظل تداعيات الحرب الممتدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
الصين: ندعم السودان في تحديد مساره السياسي دون تدخل خارجي
وقال المندوب الصيني إن بلاده تتابع عن كثب ما يجري في السودان، وتعتبر تعيين رئيس وزراء جديد والبدء في تشكيل حكومة مدنية مؤشرات واضحة على رغبة السودانيين في إعادة بناء مؤسساتهم الوطنية على أسس توافقية.
وشدد على أن المجتمع الدولي يجب أن يكون داعماً لهذه التحركات لا معرقلاً لها، مشيراً إلى أن فرض وصايات أو حلول خارجية لن يؤدي إلا إلى تعقيد المشهد وإطالة أمد الأزمة.
رفض تام للتدخلات الأجنبية في الشأن السوداني
وأكدت الصين أن للسودان الحق الكامل والمستقل في اختيار مساره السياسي والتنموي، بما يتوافق مع ظروفه الوطنية وتحدياته الداخلية، محذّرة من التدخلات الأجنبية التي تُفرض تحت غطاء “الدعم الدولي”.
وقال المندوب الصيني: “نحن نؤمن أن أي حل ناجع يجب أن ينبع من إرادة السودانيين أنفسهم، لا أن يُفرض عليهم من الخارج.”
دعوة لاستخلاص العبر من أخطاء الماضي
وفي رسائل ضمنية بدت موجهة للولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية، دعا المندوب الصيني أعضاء مجلس الأمن إلى “استخلاص العبر من التاريخ الحديث”، وتجنب تكرار السياسات الفاشلة التي حاولت فرض نماذج سياسية لا تنسجم مع الواقع السوداني ولا تأخذ في الاعتبار تعقيدات المجتمع المحلي.
أهمية احترام سيادة السودان ووحدة أراضيه
كما شددت بكين على ضرورة الحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه، باعتبار ذلك حجر الزاوية لأي استقرار سياسي أو أمني في المنطقة، وعبّرت عن دعمها الكامل لأي مبادرة داخلية تُبنى على الحوار الوطني بعيدًا عن الضغوط والإملاءات الخارجية.
جلسة لا تزال مستمرة وسط اهتمام دولي متزايد
وتُعقد جلسة مجلس الأمن وسط اهتمام دولي متزايد بالتطورات في السودان، حيث يواجه البلد تحديات مزدوجة على الصعيدين الإنساني والسياسي، في ظل تزايد النزوح الداخلي وتهديدات المجاعة، مقابل تعثّر المسارات السياسية الرسمية وغياب إجماع دولي حول آلية الخروج من الأزمة.
ويترقب المتابعون ما ستسفر عنه هذه الجلسة، خاصة في ظل التباين الحاد في مواقف القوى الكبرى، بين داعٍ لتدويل الأزمة، وآخر يطالب بتمكين السودانيين من تقرير مصيرهم بأنفسهم.