
تصعيد أمني في شمال دارفور.. تشديد القيود على الإستارلينك
متابعات _ النورس نيوز _ في تطور خطير يعكس تعقيدات المشهد الأمني والإنساني في شمال دارفور، شهدت الولاية تصعيداً لافتاً في القيود المفروضة على استخدام الإنترنت الفضائي، وسط تصاعد حملات اعتقال ومصادرة لأجهزة “ستارلينك” من قبل الأطراف المتنازعة، الأمر الذي زاد من عزلة السكان في ظل غياب شبكات الاتصالات التقليدية للعام الثالث على التوالي.
كتم.. اتهامات بالتجسس واعتقالات تطال المدنيين
في مدينة كتم شمال غربي الفاشر، أفادت شهادات محلية بتنفيذ قوات الدعم السريع لعمليات دهم واعتقالات بحق مستخدمي الإنترنت الفضائي، بتهم تتعلق بالتعاون مع الجيش وتحديد مواقع عسكرية. وأكدت إحدى المواطنات، تدعى “إيمان”، أن الأوضاع باتت شديدة الحساسية، حيث يتعرض السكان للتفتيش حتى في هواتفهم المحمولة خشية احتوائها على صور أو مقاطع متعلقة بالمعارك. وأشارت إلى أن أحد أقاربها أُطلق سراحه بعد دفع غرامة بلغت 1.3 مليون جنيه سوداني، بسبب مقطع يظهر فيه جنود من الجيش داخل القصر الجمهوري.
الفاشر.. حظر المكالمات وساعات محددة للإنترنت
أما في مدينة الفاشر، حيث تسيطر القوات المسلحة والقوة المشتركة، فقد فُرضت رقابة صارمة على خدمات الإنترنت، بما في ذلك حظر المكالمات الصوتية عبر تطبيقات “ستارلينك”. ويُسمح باستخدام الإنترنت في فترات قصيرة لا تتجاوز ساعتين يوميًا. وأفاد مواطن يُدعى بهاء الدين عبد الرحمن بأن السلطات تجري تفتيشات دقيقة وتلاحق كل من يُشتبه بتواصله مع جهات تصفها بـ”المعادية”. وأكد مصدر عسكري أن هذه الإجراءات تهدف إلى منع تسريب معلومات قد تُستخدم لتوجيه ضربات بالطيران المسيّر.
مليط والمالحة.. مصادرة كاملة وتقنين للاستخدام
وفي مدينتي مليط والمالحة، صادرت قوات الدعم السريع جميع أجهزة الإنترنت الفضائي تقريبًا، مع الإبقاء على عدد محدود يعمل بإشراف مباشر داخل الأسواق. وأوضح ناشطون أن 55 جهازًا تمت مصادرته في المالحة وحدها، بينما أصبح استخدام الإنترنت حكرًا على القوات المهيمنة في المنطقة.
كبكابية وشنقل طوباي.. فرض رسوم وملاحقة إلكترونية
في كبكابية، فُرضت رسوم شهرية على مراكز الواي فاي بلغت 100 ألف جنيه، مع متابعة ميدانية صارمة من عناصر بالزي المدني. وذكرت المواطنة “مريم” أن شقيقها تعرض للاعتقال بعد أن وُجدت في هاتفه رسائل صوتية تتعلق باشتباكات مايو الماضي. أما في شنقل طوباي، فقد تم حظر الإنترنت بشكل كامل منذ 6 أشهر، مع استثناء ثلاث شبكات تعمل تحت رقابة لصيقة من الدعم السريع. وقالت الناشطة فاطمة حسن إن تكلفة استخدام الإنترنت قفزت إلى 2000 جنيه في الساعة، ما شكل عبئًا اقتصاديًا على الأسر.
غياب التصريحات الرسمية واستمرار العزلة
رغم كل ما ورد من شهادات ومعلومات، لم تُصدر قوات الدعم السريع أي توضيح رسمي بشأن هذه الإجراءات أو دوافعها. وتسيطر القوات على غالبية مناطق شمال دارفور، باستثناء عدد من المدن التي تخضع لقوات الجيش والقوى الموقعة على اتفاق جوبا، أبرزها الطينة وكرنوي وأمبرو، بالإضافة إلى أجزاء من جبل مرة.
في المقابل، تواصل منظمات حقوقية محلية ودولية توجيه النداءات لتمكين المدنيين من الوصول إلى خدمات الاتصالات والمعلومات بحرية، باعتبارها حقًا إنسانيًا أساسيًا، خاصة في ظل ما تشهده دارفور من أزمات معيشية متفاقمة وانقطاع كامل في الخدمات الأساسية.