إجراءات أمنية مشددة في الخرطوم.. خطة شاملة لحماية العاصمة
متابعات _ النورس نيوز _ في تطور أمني لافت يعكس حرص السلطات السودانية على استعادة الاستقرار الكامل في العاصمة الخرطوم، وجهت حكومة الولاية بتشديد إجراءات الدخول والخروج إلى محلية الخرطوم عبر الطرق القومية والجسور التي تربطها بالولايات والمحليات المجاورة، وذلك في إطار خطة تفصيلية تهدف إلى تأمين العاصمة من أي تهديدات أمنية محتملة، وتثبيت أركان السيطرة عقب الانتصارات التي حققها الجيش في الآونة الأخيرة.
جاء ذلك خلال اجتماع للجنة تنسيق شؤون أمن محلية الخرطوم، انعقد اليوم الاثنين برئاسة المدير التنفيذي للمحلية ورئيس لجنة الأمن، عبد المنعم البشير، حيث تمت مناقشة جملة من الترتيبات المتعلقة بالأمن العام، أبرزها إعادة تفعيل نقاط التفتيش وفحص المستندات الرسمية للمواطنين والمركبات والمنقولات، في خطوة تستهدف تقليل آثار الحرب السالبة وتعزيز العمل المنعي الاستباقي.
ويأتي هذا التحرك بعد نحو شهر من إعلان الجيش السوداني، في 20 مايو الماضي، عن اكتمال سيطرته الكاملة على ولاية الخرطوم، مؤكدًا خلوها التام من أي وجود لمليشيا الدعم السريع، وذلك عقب عمليات عسكرية متواصلة أسفرت عن تحرير محلية الخرطوم وانسحاب المليشيا منها، وهو ما مهد الطريق أمام الحكومة لاستئناف أعمالها من مقرها الرسمي في العاصمة اعتبارًا من الثالث من أبريل الماضي.
وفي سياق متصل، ناقش الاجتماع الترتيبات الأمنية الخاصة بامتحانات الشهادة السودانية المقررة في 29 يونيو الجاري، حيث استعرض مدير شرطة المحلية اللواء شرطة المبارك الزين خطة التأمين، مؤكدًا جاهزية جميع الأجهزة الشرطية واللوجستية لضمان إجراء الامتحانات في أجواء آمنة وهادئة. وأوضح أن عدد المراكز المخصصة للمحلية يبلغ 6 مراكز، بالإضافة إلى مخزنين لحفظ أوراق الامتحانات، مشيرًا إلى تنسيق محكم مع الجهات ذات الصلة لضمان انسياب العملية الامتحانية دون عراقيل.
كما ناقش الاجتماع قضية المدافن المؤقتة التي لجأ إليها المواطنون خلال ذروة المعارك، ووجّه بقيام دراسة عاجلة لنقل رفات الموتى إلى مواقع دفن دائمة، حرصًا على الكرامة الإنسانية ومنع أي آثار بيئية أو صحية محتملة داخل الأحياء السكنية.
ومن جانب آخر، شددت اللجنة الأمنية على أهمية إحكام الرقابة على توزيع المساعدات الإنسانية، منعًا لأي تجاوزات أو تسرب، كما أكدت على استمرار دعم التكايا ومبادرات الإطعام الجماعي في الأحياء، ضمن جهود الولاية لتعزيز التماسك الاجتماعي في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
وبحسب ما نقلته اللجنة، فإن الوضع الأمني في المحلية مستقر، مع تسجيل بعض الحوادث المعزولة وبلاغات السرقة الناتجة عن تعديات مليشيا الدعم السريع على منازل المواطنين خلال فترة احتلالهم للمنطقة، قبل طردهم على يد الجيش.
وأكد الاجتماع كذلك على مزاولة النيابة العامة لنشاطها من القسم الشرقي، مع التوجيه بتوسيع نطاق عملها لتشمل بقية الأقسام، بهدف تسهيل الإجراءات القانونية على المواطنين وتحقيق العدالة الناجزة.
يذكر أن العاصمة الخرطوم، التي كانت ساحة لمعارك ضارية منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، تشهد منذ أسابيع مرحلة جديدة من الاستقرار الأمني النسبي، بعد نجاح الجيش في استعادة السيطرة على مناطق واسعة كانت خاضعة لسيطرة المليشيا، وسط توقعات بعودة تدريجية للحياة الطبيعية مع استمرار الجهود الحكومية لضبط الأوضاع وتطويق آثار الحرب.
