
البرهان … ٦ أعوام من الحكم كمّلتَ الفراسة
*دكتور عاصم محمود عبدالقادر*
تولى الفريق أول عبدالفتاح البرهان الحكم في يوم ١٢ ابريل ٢٠١٩م بعد إزاحة وتنحي النائب الأول للرئيس البشير والذي أطاح برئيسة في اكبر خيانة وطنية يسجلها التأريخ الحديث ، لفظت الجماهير عوض بن عوف وركلته إلى هامش الحياة السياسية والعسكرية ، وطالبت بتولى البرهان الحكم بعد أن جلس معهم في ساحة الاعتصام وأدار حوار هادئ بموضوعية وفي البداية اتفق أعضاء اللجنة الأمنية أن يخطر البرهان الرئيس البشير بالتغيير لأنهم يعلمون أنه محل ثقة البشير وقام بالمهمة بشجاعة وضبط وربط عالي وكانت أولى المحكات للبرهان…
قاد البرهان مجلس السيادة الانتقالي في ١٢ اغسطس ٢٠١٩م بعد أداء اليمين الدستورية وتولى الحكم في لحظة مكتظة بالتعقيدات والتقاطعات فالاعتصام لم يبرح مكانه وقوى الحرية والتغيير في تشاكس وعلاقات خارجية أشبه بالوصايا من الرباعية ومجموعات الضغط المختلفة من صانعي التغيير في السودان ، وقوات الدعم السريع تضع يدها على كل المعابر والمنافذ واليد الأخرى على مقدرات الوطن ، وجهاز مخابرات رئيسه تنحى وتركه بلا صلاحيات سوى جمع المعلومة وإرسالها إلى مكتب رئيس الوزراء حمدوك!!! والجبهة الثورية تبتز الحكومة لتوقيع اتفاق جوبا.
جاءت حكومة الثورة بعد ذوبان عنفوان شرعية الثورة وعجزت تماما عن ادارة البلاد ، ثم جاء طائر الشؤم فولكر وصنع محور جديد للحكم وظل المدنيين يؤدون القداس الاسبوعي لديه ويأخذون صكوك الغفران وروشتة المشاكسة الأسبوعية!! .
الاتحاد الافريقي والايقاد لم يلتزمو الحياد بل جمدو عضوية السودان … واسم البرهان حاضر في قوائم المطلوبين دوليا والديون الخارجية تحاصر السودان والخدمة المدنية والعسكرية مزقت أوصالها لجنة التمكين وقوائم المفصولين على قفا من يشيل بحجة الفلول ، وتعددت مراكز القرار في الدولة وبدأت خطة إشعال السودان بالاتفاق الإطاري وجاءت الحرب فعجز الصبر عن صبر البرهان وعجز الصمت عن صمته وتوارت الحكمة عن حكمته في التعاطي مع كل هذه التناقضات.
لقد عايش البرهان مع شهداء الحرس الجمهوري مدى عمق الحرب من الساعة الأولى فمكث في الخندق مع جنوده حتى أحكم خطة الحرب وأمّٓن الجبهة الداخلية وتفرغ إلى إدارة جانب السيادة وأجهزة الدولة الأخرى ، ولما ضاقت الاحوال ويئس الناس وقلق المراقبون خرج البرهان بتشخيص للواقع وذكر أنه كقائد عام ينتهج منهج الصبر والتأني ومطمئن لمدرسة القوات المسلحة بأنها قادرة على حسم المعركة وسينتصر السودان قريبا .
صمد الرجل في وجه كل هذه العواصف العاتية وتوكل على الله معتمدا على الجندي السوداني والشعب الذي أحبه وانجلت العديد من الغمات والملمات وتنفس الناس الصعداء وبدأت الأرض تنسحب من تحت اقدام التمرد لينتهي فصل من فصول المؤامرة وما أن انجلت معركة إلا وحطّ السيد القائد يشارك المقاتلين الفرحة ويبث الثقة والمعنويات لدى الجميع ، وبذا استحق الرجل ان يكون في المقدمة قيادة رشيدة تتكامل فيه صفات الشجاعة والتواضع صقلته التجربة وتجلّى أنه جدير بالاحترام والتأييد ، فعلى الرغم من كل المطبات والمتاريس حكم البرهان ستة أعوام بين حمم الحرب وكماين العملاء وخزلان المجتمع الدولي ليكسب الرهان كزعيم ورئيس هو الأقرب إلى مزاج ووجدان شعبه ، وقائدا مهلما محبوبا أوساط أفراد القوات المسلحة والاوفر حظا لقيادة دفة الفترة الانتقالية بإجماع الجميع فقد شكل البرهان حائط صد لكل من يتعدى حدود اللياقة الوطنية وكان ملاذا لتطلعات الشعب السوداني الكريم فأصبح أيقونة النصر والقيادة.