أخبار

البرهان والشاي الكيني

متابعات _ النورس نيوز

البرهان والشاي الكيني

 

متابعات _ النورس نيوز _ وجّه الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، بالإفراج الفوري عن شحنات الشاي الكيني المحتجزة في الموانئ السودانية، رغم الحظر الذي كانت قد فرضته الحكومة في وقت سابق على واردات الشاي الكيني. ويشمل التوجيه الرئاسي الشحنات التي اكتملت إجراءات استيرادها قبل أو أثناء صدور قرار الحظر، في خطوة اعتُبرت بمثابة انفراجة لأزمة ألقت بظلالها الثقيلة على المستوردين والتجار والمستهلكين على حد سواء.

 

 

 

وكانت الحكومة السودانية قد قررت، في وقت سابق، حظر استيراد الشاي الكيني، في إطار موقف احتجاجي على ما وصفته بدعم كينيا غير المباشر لقوات الدعم السريع المتمردة، والتي تخوض حربًا مسلحة ضد القوات المسلحة السودانية منذ أبريل 2023. وأدى هذا القرار إلى تعطيل شحنات ضخمة من الشاي في الموانئ، وتسبب في ندرة واضحة للسلعة في الأسواق المحلية، وارتفاع كبير في أسعارها.

وبحسب ما أفادت به صحيفة “ستاندارد” الكينية، فإن أكثر من 207 حاويات شاي كيني كانت متجهة إلى السودان توقفت في ميناء مومباسا، وهو ما يمثل حوالي 20% من صادرات الشاي الكيني إلى السودان. وقدرت الصحيفة قيمة تلك الشحنات المحتجزة بنحو 1.3 مليار شلن كيني، ما يعادل قرابة 10 ملايين دولار أمريكي. هذا التوقف تسبب في خسائر مباشرة للمصدرين الكينيين، وكذلك للمستوردين السودانيين الذين تكبدوا تكاليف باهظة نتيجة رسوم الأرضيات والتخزين وتأخير التسليم.

 

 

السودان يُعد أحد أكبر مستهلكي الشاي الكيني عالميًا، حيث تستورد البلاد سنويًا كميات تقدر قيمتها بما يتراوح بين 40 و50 مليون دولار. وتشكل هذه السلعة مكونًا أساسيًا في حياة الملايين من السودانيين، ما جعل الأزمة تؤثر بشكل مباشر على السوق المحلية وتؤدي إلى موجة من الاستياء بين المستهلكين.

 

 

ويعتقد مراقبون أن قرار الفريق أول البرهان بالإفراج عن الشحنات لا يقتصر على كونه إجراءً اقتصادياً بحتًا، بل يحمل في طياته رسالة سياسية تتعلق بتبريد التوتر الدبلوماسي مع كينيا، مع المحافظة في الوقت ذاته على موقف السودان الثابت من أي دعم يُقدّم للمليشيات المسلحة. كما أنه يشير إلى محاولة لامتصاص الغضب المتزايد داخل أوساط التجار ورجال الأعمال، الذين تضرروا بشدة من القرار السابق، في وقت يمر فيه السودان بأوضاع اقتصادية وأمنية بالغة التعقيد.

 

 

 

قرار الإفراج، الذي يُتوقع أن يدخل حيّز التنفيذ في القريب العاجل، قد يعيد شيئًا من التوازن لقطاع تجارة الشاي في السودان، ويخفف من حدة الاضطرابات في الأسواق، خاصة بعد أن أصبحت بدائل الشاي الكيني أقل جودة وأكثر تكلفة. كما أنه يمثل تطورًا لافتًا في مسار العلاقة المتوترة بين الخرطوم ونيروبي، ويُنظر إليه كبادرة تهدئة مشروطة في سياق إقليمي يشهد الكثير من التقلبات.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى