
بالأرقام أسعار تذاكر الطيران من بورتسودان تلامس المليون جنيه
متابعات _ النورس نيوز _ في ظل استمرار التوترات الأمنية بالسودان، يواجه المسافرون من مطار بورتسودان الدولي واقعاً صعباً مع الارتفاع الجنوني في أسعار تذاكر الطيران، ما حوّل السفر الجوي إلى “رفاهية” لا يقدر عليها الكثيرون.
وبحسب رصد لجدول الرحلات وأسعار التذاكر خلال الأسبوع الأخير، فقد ارتفعت الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة، إذ وصلت تذكرة السفر من بورتسودان إلى جدة إلى نحو 500,000 جنيه سوداني، بينما بلغت تذكرة العودة من جدة إلى بورتسودان 690,000 جنيه، مع تفاوتات كبيرة في اتجاهي الذهاب والإياب.
ولم تكن الرحلات إلى القاهرة أفضل حالاً، حيث تراوحت أسعار التذاكر بين 400,000 جنيه ذهاباً و490,000 جنيه إياباً. أما إلى الرياض، فقد سجلت الأسعار 650,000 جنيه للذهاب و760,000 جنيه للعودة.
وفي وجهات الإمارات، وصلت تكلفة التذكرة من بورتسودان إلى كل من دبي، الشارقة، وأبوظبي إلى ما بين 840,000 و850,000 جنيه، فيما تجاوزت أسعار العودة من الشارقة وأبوظبي حاجز 1,000,000 جنيه، لتصل إلى 1,100,000 و1,290,000 جنيه على التوالي.
أما الرحلات إلى وجهات أخرى مثل موسكو، عنتيبي، وجوبا، فقد شهدت ارتفاعاً أكبر، حيث تجاوزت التذكرة إلى موسكو 1,550,000 جنيه، وإلى عنتيبي 1,660,000 جنيه.
شركات الطيران تعيد ترتيب أوراقها
أكدت مصادر مطلعة أن شركتي تاركو وبدر للطيران كانتا من أكثر الشركات تأثراً بالأوضاع الأمنية، مما اضطرهما إلى رفع أسعار التذاكر بشكل ملحوظ، مع إعادة جدولة وتأجيل العديد من الرحلات، في محاولة للتأقلم مع التحديات التشغيلية المتزايدة.
أزمة مستمرة وصمت حكومي
ويرى خبراء في مجال النقل الجوي أن هذا الارتفاع الحاد في الأسعار يعود إلى الظروف الأمنية غير المستقرة، وارتفاع تكاليف التشغيل، بالإضافة إلى انخفاض عدد الرحلات وخروج مطارات عديدة عن الخدمة بسبب النزاع.
وبينما يعاني الطلاب والمرضى وغيرهم من الفئات الضعيفة، تغيب الجهات الرسمية عن المشهد، حيث لم تصدر أي تصريحات أو قرارات رسمية لضبط الأسعار أو تخفيف الضغط عن المسافرين.
مطار بورتسودان.. نافذة وحيدة لآلاف السودانيين
يُعد مطار بورتسودان حالياً المنفذ الجوي الأبرز في البلاد بعد تعطل مطارات الخرطوم وعدد من المطارات الإقليمية، ما ضاعف من الضغط عليه وزاد من حدة الأزمة.
ويبقى الأمل معقوداً على تحسّن الأوضاع الأمنية وتدخل الجهات المسؤولة لإعادة التوازن إلى قطاع الطيران، بما يُمكّن المواطنين من السفر بأسعار عادلة تتناسب مع الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.