
الجيش السوداني يتخذ خطوات دفاعية جديدة لحماية أسلحته الاستراتيجية
كشفت مصادر مطلعة عن تحرك دفاعي استباقي اتخذه الجيش السوداني، تمثل في إنشاء شبكة من الأنفاق داخل عدد من قواعده العسكرية، في خطوة تهدف إلى حماية الأصول العسكرية المهمة، بما في ذلك الطائرات المسيّرة ومنظومات التسليح بعيدة المدى، من أي هجمات محتملة قد تنفذها قوات الدعم السريع.
ووفقًا للمصادر، فإن هذا الإجراء يعكس تطورًا في أساليب التحصين العسكري، ويأتي في وقت تشهد فيه البلاد تحولات كبيرة في موازين الصراع الميداني. فقد ساهمت الطائرات المسيّرة المسلحة التي يستخدمها الجيش في تقليص تقدم قوات الدعم السريع، ما ساعد على استعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم وعدد من المدن الاستراتيجية.
دعم تقني من دول حليفة يثير الجدل
وتشير تقارير إعلامية إلى أن السودان حصل مؤخرًا على تقنيات عسكرية متطورة، من بينها طائرات مسيّرة ومنظومات دفاع جوي، يُعتقد أن بعضها وصل من دول حليفة كإيران وروسيا. وقد أثار هذا الدعم قلق بعض الجهات الدولية، من بينها الولايات المتحدة.
وكان المبعوث الأميركي السابق إلى السودان، توم بيريلو، قد أعرب في تصريحات سابقة لصحيفة «سودان تربيون» عن قلق بلاده من الانخراط الإيراني والروسي في الصراع السوداني، محذرًا من أن ذلك قد يعقّد الوضع الإقليمي ويؤثر سلبًا على فرص الحل السياسي.
الأنفاق: تحصينات تحت الأرض لأغراض استراتيجية
بحسب المصادر، فإن الأنفاق التي شيدها الجيش لا تُستخدم فقط لتخزين الأسلحة، بل تمثل نظامًا دفاعيًا متكاملًا لحماية المعدات المتطورة، وتوفر بيئة آمنة تسمح بالحفاظ على الجاهزية القتالية لفترات طويلة، حتى في ظل ظروف استثنائية.
المسيّرات تغيّر قواعد الاشتباك
في الفترة الأخيرة، كثف الجيش السوداني من اعتماده على الطائرات المسيّرة في عملياته العسكرية، حيث نُفذت ضربات جوية استهدفت مواقع تابعة لقوات الدعم السريع في ولايات عدة، من بينها أم درمان، سنجة، الخرطوم، والجزيرة.
ويرى مراقبون أن هذا النوع من العمليات الجوية الدقيقة ساعد في تقليل الخسائر البشرية، وأتاح للجيش تحقيق تقدم ميداني دون الحاجة إلى تدخل بري مباشر في بعض المناطق.
تحذيرات من اتساع رقعة الحرب
رغم التقدم العسكري، حذّر محللون من أن تصاعد استخدام الطائرات المسيّرة قد يساهم في إطالة أمد الصراع، وربما يدفع باتجاه توسع رقعة الحرب لتشمل مناطق جديدة، مما قد ينعكس سلبًا على الاستقرار العام في البلاد والمنطقة.