الأخبار الرئيسية

إقالة الوزراء… الأسباب والدواعي

إقالة الوزراء… الأسباب والدواعي

 

آثارت التعديلات التي أجراها رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان بإقالة وزراء في الحكومة ردود فعل واسعة في الأوساط السودانية مابين مؤيد ومعارض للخطوة وسط تساؤلات مختلفة أبرزها الأسباب والدواعي التي إستدعت التعديل خصوصاََ أن قرار تعيين هؤلاء الوزراء لم يكمل العام.

 

تقرير إخباري : النورس نيوز

 

قرار وتأكيد

وأصدر البرهان قراراََ بإقالة وزيري الخارجية علي يوسف، والشؤون الدينية والأوقاف عمر بخيت وعُيِّن الوزيران في منصبيهما في 3 نوفمبر الماضي، ضمن تعديل وزاري محدود شمل كذلك وزيري الإعلام والتجارة.

وعلق الوزيران المقالان علي يوسف وعمر بخيت، في منشورات على منصات التواصل الإجتماعي على قرار الإعفاء، وقال علي يوسف: “أترجل اليوم وأنا راضٍ عما قدمت من أجل بلادي العزيزة وسأظل جندياََ وفياََ لوطني ووافر شكري وتقديري للزملاء الوزراء والمسؤولين الذين جمعني بهم التكليف وأمتدت بيننا مساحات التعاون والتشاور والتناصر”.

بدوره، أفاد عمر بخيت، في منشور على حسابه بتلقيه قرار إقالته من منصب وزير الشؤون الدينية والأوقاف وأبدى تقديره لقيادة الدولة على ثقة التكليف وعلى الإعفاء منه.

 

نمط جديد

ويرى المحلل السياسي د. نجم الدين سر الختم أن التغيير أمر طبيعي والمرحلة التي يمر بها السودان تتطلب تغيير الوزراء وليس الذين تم إقالتهم فقط وذلك وفقاََ لنمط جديد خصوصاََ وزارة الخارجية التي تعد أكثر تعقيداََ رغم أن الوزير السابق إستطاع أداء العمل فيها بشكل جيد إستناداََ على الكثير من المواقف.

وقال سر الختم لـ ( النورس نيوز ) أن هنالك قضايا في البلاد تتطلب رؤية جديدة للوزراء مثل قضية السودان ضد الإمارات التى قال إنها تحتاج لوزير خارجية بخلفيات أمنية، وتوقع أن تشهد الخارجية خلال الفترة المقبلة حراك دبلوماسي كبير يتواكب ويتوافق مع أحداث السودان وقضاياه.

 

ترتيبات عودة

تأتي الإقالات الوزارية بالبلاد بالتزامن مع تقدم القوات المسلحة السودانية في مختلف محاور وجبهات القتال بعد أن حققت إنتصارات واسعة على مليشيا الدعم السريع ونجحت في تحرير ولاية الخرطوم من دنسها وسط إستعدادات وترتيبات لعودة الحياة لطبيعتها بالولاية وانتقال بعض الوزارات من العاصمة الإدارية بورتسودان إلى الخرطوم بعد أن باشرت حكومة الولاية مهامها من مقر عملها وسط الخرطوم.

 

خلافات وتقاطعات

“لا يمكن إقالة وزير بحجم وزارة الخارجية من منصبه بعد تعيينه بوقت قصير إلا إذا كان هناك خلل في طريقة التعيين ووارد أن يكون هنالك خلافات شخصية وتقاطعات ولوبيهات” هو حديث للقيادي بالمؤتمر الشعبي عمار السجاد.

ويرى السجاد في تصريح لـ( النورس نيوز ) أن ترفيع أمين عام الوزارة ليصبح وزير في ظل الظروف التي تمر بها البلاد حتى نهاية الحرب، وقال يبدو أن طريقة التعيين تخضع” للمزاج واللوبيهات والحفر”، وتساءل ما هي المرجعية التي يتم من خلالها التعيين؟.

 

دعوة إلتزام

تعليقاََ على خطوات رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان بشأن الحكومة دعا الكاتب الصحفي

الهندي عز الدين، رئيس وأعضاء مجلس السيادة إلى الإلتزام بالوثيقة الدستورية السارية، مشيراً إلى ضرورة وقف التحايل على الدستور من خلال إتخاذ قرارات غير دستورية.

وفي تصريحاته، تساءل عز الدين عن سبب عدم رغبة الفريق أول عبد الفتاح البرهان في تعيين رئيس وزراء بكامل سلطاته وصلاحياته كما تم تحديده في تعديلات الوثيقة الدستورية التي تم إقرارها في فبراير الماضي.

 

تهيئة ظروف

وفي مارس الماضي أكّد رئيس مجلس السيادة قائد الجيش، الفريق عبد الفتاح البرهان، أن الجيش يعمل على تهيئة الظروف المواتية لتولّي حكومة مدنية منتخبة مقاليد السلطة في البلاد وشدّد البرهان، خلال لقائه المبعوث الألماني الخاص للقرن الأفريقي، هيكو نتشكا، على عدم رغبة القوات المسلّحة في الانخراط بالعمل السياسي.

كما سبق وأكد البرهان لدى لقائه بالسفير الإيطالي المعتمد لدى السودان والمقيم بإثيوبيا ميشيل توماسي عزمهم تشكيل حكومة انتقالية برئاسة رئيس وزراء تكنوقراط غير منتمٍ لأي جهة أو حزب.

 

تحديات كبيرة

لا شك أن الوزراء الذين سيتم تعينهم لقيادة الحكومة المقبلة سبواجهون بتحديات كبيرة لقيادة المرحلة المقبلة من عمر البلاد في كافة القطاعات خصوصاََ وزير الخارجية الجديد الذي يتمثل تحديه في إعادة بناء الثقة مع الشركاء الدوليين، في وقت يحتاج فيه السودان إلى دعمهم أكثر من أي وقت مضى. سيتعين عليه أن يوازن بين الجهود الدبلوماسية الساعية لتحقيق السلام والاستقرار في بلد يعاني من آثار الحرب.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى