
حوار مع مدير الكهرباء يكشف الوضع في البلاد
متايعات _ النورس نيوز _ بورتسودان 17-4-2025 (سونا) – أعدّت الحوار: عاكفة الشيخ بشير
أكد المهندس المستشار عبد الله أحمد محمد علي، المدير العام لشركة الكهرباء، أن قطاع الكهرباء في السودان كان من بين أكثر القطاعات التي تعرضت لأضرار بالغة جراء الحرب، مشيرًا إلى أن اعتداءات المليشيا المتمردة طالت جميع مكونات الكهرباء من توليد ونقل وتوزيع، وأدت إلى سرقة وتدمير مئات المحولات والكابلات وخروج محطات رئيسية عن الخدمة.
وأوضح في حوار خاص مع (سونا) أن العاملين في الشركة بذلوا تضحيات كبيرة في سبيل استمرار الخدمة رغم المخاطر، وواصلوا العمل في بيئات محفوفة بالخطر لتوفير الكهرباء للمواطنين، خاصة للمرافق الحيوية كالمستشفيات ومحطات المياه والاتصالات، قائلاً: “دفعنا ثمناً باهظاً ولكننا كنا على قدر المسؤولية”.
وفيما يلي أبرز ما جاء في الحوار:
تاريخ طويل وتطورات متعاقبة
تحدث المدير العام عن نشأة الكهرباء في السودان منذ 1908 بمحطة توليد “بري”، مبينًا أن القطاع مر بمراحل مختلفة إلى أن تم هيكلته حالياً إلى أربع شركات متخصصة تتبع للشركة القابضة التي تشرف على السياسات العامة والخطط المستقبلية.
تحديات قبل الحرب وبعدها
قال عبد الله إن أبرز المشكلات قبل الحرب تمثلت في زيادة الطلب، شح قطع الغيار، وارتفاع تكلفة التشغيل، أما بعد الحرب فالمشهد كان أكثر قسوة؛ إذ فقدت البلاد أكثر من 100 ألف محول وتوقفت محطات حيوية مثل بحري الحرارية وقري (1-2-4)، في وقت لم تدخل فيه قري (3) الخدمة بسبب الظروف الأمنية.
إمداد محدود وحاجة للتوسع
أشار إلى أن الطلب يتجاوز 3000 ميغاواط، بينما لا يستفيد من الكهرباء حالياً سوى 40% من السكان، ما يتطلب جهودًا كبيرة لإعادة تأهيل الشبكات وتوسيع نطاق الخدمة لتغطية النسبة المتبقية.
توصيلات عشوائية وتأثيرات سلبية
أكد المدير العام أن التوصيلات غير القانونية تُعد من أخطر المشكلات التي تواجه القطاع، حيث تؤدي إلى أعطال كبيرة وخسائر مادية وتقلل من الإيرادات، مشيراً إلى ضرورة التعامل معها بحزم.
الزيادة في التعرفة ضرورية لكنها ما زالت منخفضة
حول زيادة تعرفة الكهرباء، أوضح عبد الله أنها جاءت نتيجة لتضخم الأسعار وتكلفة التشغيل العالية، مؤكدًا أن الدولة ما تزال تتحمل أكثر من 70% من التكلفة، وأن السودان يظل من أقل الدول في تعرفة الكهرباء.
آفاق الطاقات المتجددة مفتوحة
أبدى تفاؤله بمستقبل التوليد من الطاقات المتجددة في السودان، خاصة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، لافتًا إلى أن القوانين الحديثة عززت من فرص الاستثمار في هذا المجال، والشركة تعمل على إدخال أنظمة العدادات الذكية وتوليد الطاقة عبر أسطح المنازل والمؤسسات.
إعادة الإعمار بدأت بخطى ثابتة
كشف أن إعادة الإعمار انطلقت فعليًا في بعض المناطق المحررة، وفق برنامج يعتمد على التقييم الدقيق للأضرار وتحديد الأولويات، مع تأمين مصادر تمويل مناسبة.
وختم المدير العام بالتأكيد على أن الكهرباء ليست مجرد خدمة بل هي شريان حياة، مشيرًا إلى أن جهود الشركة ستتواصل رغم التحديات، بدعم العاملين والشركاء، لتأمين إمداد مستقر يلبّي حاجة المواطنين.