
تستهدف تعطيل حياة المواطنين..
مسيرات المليشيا.. الوقاية خير من العلاج
تقرير أخباري: النورس نيوز
درجت مليشيا الدعم السريع خلال الأيام الماضية على إطلاق المسيرات لاستهداف المنشآت الحيوية ومصادر الطاقة والكهرباء والغاز آخرها مسيرتان استهدفتا محطة سيدون للغاز ومحطة كهرباء مدينة عطبرة شمالي البلاد الأمر الذي أدى إلى حدوث إضرار كبيرة، وبحسب الكثير من المراقبين فإن الخطوة تأتي من قبل مليشيا الدعم السريع من أجل تعطيل الحياة المدنية خاصة عقب تحرير العاصمة الخرطوم وعودة المواطنين لمنازلهم بهدف زعزعة الأمن والاستقرار وخلق نوع من ما وصفوه بالأضطراب الفوضوي، وأعتبروها محض محاولات يائسة من مليشيا الدعم السريع بعد الهزيمة التي منيت بها في الخرطوم، في وقت تسري فيه مخاوف البعض من أن يكون للخطوة تداعياتها على عودة الحياة لطبيعتها.
عودة المواطنين
بيد أن التفاؤل بين المواطنين لايزال حاضراً بعد أن بسط الجيش سيطرته على الخرطوم والولايات المتاخمة لها مما دفع الكثيرين لحزم امتعتهم والعودة لمنازلهم، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر تكدس الآلاف من المواطنين النازحين في المعابر الحدودية في محاولة لدخول البلاد و أملاً في إستئناف حياتهم الطبيعية بعد هجروا وشردوا من منازلهم مايقارب زهاء عامان، فيما شهدت الأيام الماضية عودة عكسية للمواطنين النازحين قادمين من الولايات الأخرى، غير أن البعض يرى أن الرعب لايزال موجوداً طالما هنالك إطلاق مسيرات على المرافق الخدمية.
تأثير سلبي
بالنسبة للكثير من الخبراء العسكريين أن المسيرات ربما قد تحدث تأثيرات كبيرة في الوضع الميداني بسبب سهولة الحصول عليها وقدرتها العالية على التفجير فضلاً عن صعوبة مكافحتها كما أنها تؤثر بشكل سلبي على حياة المواطنين لاسيما وأنها تستهدف المنشآت الخدمية مثل الكهرباء والغاز مما يعني التأثير على المجتمعات، وهذا ما أشار إليه الخبير العسكري عمر أرباب في حديثه ل(النورس نيوز)، وأوضح أن كل هذه العوامل جعلت من المسيرات خطراً حقيقياً لا يمكن تجاوزه سواء كان على الأهداف العسكرية أو المدنية، لافتاً إلى أن المسيرات قد أصبح لها بالغ الأثر، وأكد في الوقت ذاته أن إمكانية مكافحتها قد أصبحت ذات تكلفة عالية.
أجهزة تشويش
ونبه أرباب إلى أن هنالك طرق أخرى يمكن عبرها مكافحة المسيرات مثل أجهزة التشويش في المناطق الحيوية والاستراتيجية كنوع من التدابير الأمنية من أجل محاربة المسيرات بجانب ضرب منصات إطلاق المسيرات أو المناطق التي يتم منها إطلاق المسيرات فضلاً عن وضع حواجز للمناطق التي يتوقع أن يتم إستهدافها من قبل المليشيات.
وذكر الخبير الأمني أن هنالك تطوراً كبيراً لعملية المسيرات وإطلاقها، و أن من الصعب مكافحة المسيرات بالطرق التقليدية في ظل التطور التكنولوجي الكبير، منوهاً إلى أن المسيرات تشكل تهديداً كبيراً لجميع المناطق الحيوية والاستراتيجية، موضحاً أن المهمة الرئيسية تظل تتمثل في إخراج القوات من المناطق والعمل على جمع المعلومات ومنصات الإطلاق ومناطق توجيهها والعمل على مكافحة ما وصفه ب(الطابور الخامس) المتواجد وسط المواطنين، الا أنه عاد وذكر أن كل هذه الأشياء لا تكفي وحدها لابد من العمل على إبتكار وسائل جديدة.
سيطرة وتحذير
وبالمقابل يرى البعض أن الحرب كانت قد بدأت بين القوات المسلحة ومليشيا الدعم السريع كالحروب السابقة التقليدية وهي تعتمد بصورة كاملة على القوة البشرية والاسلحة الخفيفة وظهر هذا جلياً في الولايات التي استولت عليها المليشيا في دارفور والخرطوم والجزيرة سابقاً ومع تطور موقف القوات المسلحة لاستعادة تلك المدن عبر تجربتها العسكرية الطويلة تمكنت القوات المسلحة من إستعادة مدينة سنار والجزيرة و أشاروا إلى أنها تقترب من السيطرة الكاملة لولاية الخرطوم وثم تتحرك غرباً إلى كردفان ثم دارفور، وهذا ما ذهب إليه القيادي السابق بتحالف قوى الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية محي الدين جمعة في حديثه ل(النورس نيوز)، لافتاً إلى أن هذا التقدم المتسارع جعل المليشيا تغير تكتيكاتها لإضعاف القوات المسلحة عبر إعادة التسليح الحربي وبذلك استجلاب أسلحة نوعية باهظة التكلفة من المسيرات الحديثة والتي تعمل من مسافات بعيدة وتوجه وتدار من دولة الإمارات التي وصفها بسيئة السمعة ودولة تشاد المتعاونة معها.
ويرى جمعة أن هذا التطور بغرض أحداث تشتت في خطط القوات المسلحة الثابتة والموضوعة لاستعادة كافة المدن تحت سيطرة المليشيا، معتبرا عمل المسيرات غير وطني من قبل مليشيا تريد تحطيم ما تدعيه “السودان القديم” مستهدفة المواقع الاستراتيجية مثل محطات توليد الكهرباء وغيرها من المواقع الاستراتيجية لإعاقة استقرار الأوضاع في مواقع تحت سيطرة القوات المسلحة.
ونبه القيادي في الكتلة الديمقراطية إلى أن كل هذا التطور ينعكس سلباً على حياة المواطنين والذين عبروا عن سعادتهم بتحرير المدن وإمكانية عودتهم إلى منازلهم واستعادة الحياة الطبيعية، وحذرمن مغبة تكرار إطلاق المسيرات قائلاً:( لكن ما يحدث الآن من إطلاق للمسيرات يهدد امنهم واستقرارهم ما لم تسعى الدولة والقوات المسلحة على وجه الخصوص تحديد مواقع إنطلاق هذه المسيرات والبحث عن سبل إيقافها لأن هذه المسيرات أصبحت مهدد أمني للمواطنين الذين يريدون العودة إلى حياتهم الطبيعية وهناك تجارب سابقة مثل ما حدث بين إيران وإسرائيل عندما نشبت خلافات حادة بينهما دفعت إيران بإطلاق مسيرات كثيفة اصابت مواقع في إسرائيل رغم عن القوة الدفاعية الكبيرة لدولة إسرائيل).
حلول جذرية
وشدد جمعة على ضرورة ايجاد حلول جذرية لحماية المنشآت الاستراتيجية لا سيما الكهرباء والتي أصبحت مورد حيوي وضروري لاستقرار المواطنين في كل المواقع تحت سيطرة الجيش ويمكن الاستعانة بأجهزة التشويش، وأضاف 🙁 أجزم أن ما تم استهداف في هذه المواقع خاصة في سد مروي وعطبرة و أن الضرب الذي وقع ليس عشوائياً وانما هناك من يتعاون مع المليشيا داخل المؤسسات الحيوية ومايدل على ذلك أن كل الضربات الأخيرة كانت موجهة بصورة دقيقه جداً ما يؤكد لي حقيقة واحدة وهي هناك من يرسل احداثيات دقيقة للعدو وعلى الأجهزة الأمنية متابعة ذلك والكشف عن المتعاونين والخونة داخل الأجهزة الدولة وهذا امر ضروري من أجل الحفاظ على المنشآت الاستراتيجية.