
متابعات _ النورس نيوز
على رغم تصاعد القتال في الخرطوم وانفراط الأمن، إلا أن سكان العاصمة أداروا ظهورهم للحرب وتداعياتها من خلال تنظيم أنشطة فنية وثقافية ورياضية لمواجهة الواقع المرير، وتجاوز الأحزان، ونثر الفرح في القلوب الحزينة والشوارع المسكونة بالخوف، للحصول على جرعات من الأمل والأمنيات بتوقف المعارك وعودة الاستقرار.
ولم يكترث كثير من المواطنين للحصار القسري في المنازل ونيران القصف العشوائي من قبل مليشيا الدعم السريع، وكذلك أخطار التنقل في الساحات والميادين، وشرع البعض في تنظيم الفعاليات، وحرص المئات على حضور البرامج ومتابعة الأنشطة من موقع الحدث .
تعويض نفسي ورسائل
لم تمنع قتامة المشهد ومآسي الحرب السودانيين الذين يعشقون الفن منذ الأزل، من تنظيم فعاليات ثقافية في أحياء العاصمة بخاصة الخرطوم وأم درمان، إذ أقيمت أنشطة في الساحات والمراكز الثقافية بالمناطق الآمنة، منها جلسات غنائية وعروض مسرحية تدعو للسلام ونبذ الحرب، فضلاً عن إقامة مراسم حفلات الأعراس الصاخبة التي باتت تستمر حتى ساعات الفجر الأولى بعد أن أسهم غياب الشرطة في عدم التقيد بالموعد المحدد لساعات مناسبات الزفاف .
وعن تأثير الصراع المسلح على المزاج العام، تقول الباحثة الاجتماعية تهاني عمر إن “الغناء والاحتفال في ظل الأوضاع الحالية يعتبره البعض فعل حياة وتحد لآلة الموت، وهروباً من حالة الحزن والظروف الاقتصادية المتردية . ”
وأضافت أن “إطالة أمد الحرب أسهم في عودة مئات السودانيين إلى ممارسة حياتهم الطبيعية بمن فيهم بعض الواقعين تحت خط النار، كنوع من التعويض النفسي لمدى الأذى الذي ألم بهم خلال تسعة أشهر كاملة .”
وأوضحت الباحثة الاجتماعية أن “العروض المسرحية والرياضة يسهما في توجيه رسائل مهمة تدعو للسلام ووقف القتال”، ولفتت إلى أن “الغناء والرقص يمثلان مظاهر التعافي النفسي لدى البعض، لكن بالطبع ليس في زمن المعارك العسكرية والموت، وإن كانت لكل شخص طريقته في التعبير . ”
تسلية وترفيه
وظلت أندية المشاهدة داخل أحياء مدن العاصمة الآمنة تعمل باستمرار، ويجد الشباب وكبار السن منفذاً لممارسة هواياتهم المختلفة من مشاهدة مباريات كرة القدم خصوصاً الدوريات الأوروبية، فضلاً عن لعب الورق والشطرنج والضمنة .
يقول الصادق حامد، وهو صاحب نادي مشاهدة، إن “جمهور كرة القدم والرواد الذين يحرصون على لعب الورق، يعوضنا ما فقدنا من زبائن خلال الأشهر الماضية عقب نزوح آلاف المواطنين من العاصمة . “